يمكن تحديد مراحل إنشاء المؤسسة من خلال ما يعرف بدورة حياة المشروع، والتي تبدأ بفكرة أولية عن المشروع مرورا إلى إعداده وتقسيمه وتنفيذه، ثم التقييم اللاحق. ويمكن تفصيل هذه المراحل فيما يلي:

أولا: البحث عن  الفكرة

 ينطلق أي مشروع ناجح من فكرة جيدة وواضحة ففكرة المشروع هي وصف دقيق ومختصر للمشروع المراد القيام به .

فالفكرة تعبر عن الأمل الذي يتعلق به صاحب المشروع بغية الوصول من خلاله إلى البعيد وعادة ما يتم البحث لمدة طويلة من أجل اكتشافها، لأن الفكرة الأولية هي التي تتحول فيما بعد إلى مشاريع ناجحة ثم إلى مؤسسة.

أ‌-       المراحل الأساسية للبحث عن الفكرة

تتمثل في:  

·        ملاحظة الحياة اليومية : من الأمور الضرورية التي تمكن الأشخاص من إيجاد فكرة مشروع مناسبة هو الحرص على متابعة الأحداث الجارية التي تمكنهم من معرفة اتجاهات السوق واختيار الصناعة والتجارة؛

·        شراء حقوق الامتياز: تعتمد هذه الفكرة في تنفيذها على القيام بشراء فكرة مشروع مناسبة هو الحرص على متابعة الأحداث الجارية التي تمكنهم من معرفة اتجاهات السوق وامتياز الصناعة والتجارة؛

·         شراء حقوق الابتكار: تعتمد هذه الفكرة في تنفيذها على القيام شراء فكرة مشروع صغير قائم بالفعل إلا أنه يعمل في نطاق صغير، وذلك بشراء حقوق الامتياز لهذا المشروع، ويطبقها على نطاق أكبر أو بشكل الضئيل؛

·         استغلال الفرص: المقصود هو متابعة كافة المشاريع الحالية، ومعرفة تقدمه هذه المشاريع ربع من خدمات أو منتجات، وتحديدها إذا كانت هناك حاجة لمزيد من هذه الخدمات والمنتجات

·        تحسين خدمة أو منتوج موجود بالفعل: تعتمد هذه الطريقة على قيام انفراد بالبحث عن خدمات أو منتجات موجودة بالفعل، والتفكير في طريقة مبتكرة لتقديمها بشكل أوضح مما هي عليه، وتعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق أو يرجع ذلك إلى وجود شهرة مسبقة للمنتج وسريعة بيده مشروع ناجح ؛

·        البحث عن الحلول والبدائل: تعتمد هذه الطريقة على البحث عن المشاكل وأبعاد وإيجاد أفضل الحلول لها، حيث يجب على المقاول الباحث عن الفكرة معرفة احتياجات المحيطين والعمل على توفيرها لهم.

 

ب‌-    مصادر الحصول على الفكرة

يستعمل المقاول صاحب الفكرة المعارف التي اكتسبها في مرحلة الدراسة أو خلال عملية داخل مؤسسة، الأمر الذي سيساعد على اكتساب مهارة تقنية ومعرفة جيدة للسوق والتسيير والتي تمكنه من اكتساب فكرة للانطلاق في مشروعه الخاص، والتي يمكن الحصول عليها من المصادر المالية:

ü     المستهلك:  يعتبر المستهلك النقطة المحورية لفكرة المشروع الاستثماري من خلال وضع قناة اتصال لمعرفة احتياجاتهم؛

ü      المؤسسات المتواجدة في السوق: يتبقي على المقاول أن يضع منهجية أكثر تنظيما لمرافقة وتقسيم المنتجات والخدمات المعروضة من طرف منتجات أخرى، سواء كانت حديثة أو قديمة، وتسمح مثل هذه الدراسة بمحاولة تحسين العرض المتواجد على مستوى السوق، والحصول على فكرة مريحة؛

ü     شبكات التوزيع: تعتبر التقارير التي يعدها مندوبي البيع والموزعين والوسطاء مصدر مهم للحصول على فكرة مشروع ناجح بشكل مستمر حيث تشمل هذه البيانات التالية:  

-       مدى رضا العملاء على السلعة وآرائهم واقتراحاتهم؛

-        موقف البيع البديلة والمنافسة في السوق أو المنطقة المستهدفة للبيع المنتج النهائي ومراكز القوة والضعف فيها؛

-        أساسات التسعير والمشروعات المستقبلية للمنافسين؛

-       السلع الجديدة التي تظهر في المنطقة المستهدفة.

ü     البحث والتطوير : يعتبر البحث والتطوير من أهم المصادر للحصول على أفكار جديدة وهي تتعلق بأمر جديد يرتبط بعمله الحالي.

ومن بين الأفكار الحديثة التي نجدها اليوم:  

×     استرجاع نشاط مؤسسة قديمة أو محل قديم: تتطلب عملية شراء مؤسسة قديمة الحصول على معلومات دقيقة وكاملة حول الوضعية الحقيقية لأصول وخصوم أعماها، وحصول المقاول على هذا النوع من المؤسسات قد يحقق له نتائج ايجابية؛

×     نظام منح حق الامتياز التجاري: هو عقد يمنح فيه المالك لمنتوج أو خدمة الحق في تشغيل وإدارة منتوجه أو خدمته مقابل دفع مبلغ من المال لاستغلال حق الامتياز التجاري في شكل سبه متوسط من إجمالي المبيعات. وهذا ما ينتج له فرصة استخدام علامة تجارية معروفة، ونظام عمل تم تجربته والتأكد من فعاليته؛

×     طرق انشاء الأفكار: توجد العديد من التقنيات الخاصة بتوليد الأفكار المتعلقة بإنشاء مؤسسة صغيرة / نذكر بعض هذه المصادر كالتالي:

o       طريقة العصف الذهبي: وهنا يجتمع مجموعة الأفراد بقيادة رئيس المجموعة، أين يتم بتقديم مجموعة كبيرة من الأفكار بحيث يتم عرض مجموعة من الأفكار، ويمكن تحيينها مع بلورة فكرة المشروع؛

o        حلقات النقاش : وفي هذه الطريقة يجتمع حوالي 08 إلى 14 فرد في شكل حلقة نقاش من أجل تقديم أفكار جديدة حول المنتجات الموجودة أو حل مشكل موجود على مستوى منتجات المؤسسة، هذه الطريقة تختلف عن الأول في أنها أقل بعدا ولكن عملية أكثر.

ثانيا : مرحلة دراسة السوق والبحث عن المعلومات

 أما دراسة السوق فهي وسيلة لجمع المعلومات التي تستخدم كأساس في تحديد الخطة التسويقية وتتضمن هذه الأخيرة عملية جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها، مما يؤدي في الأخير إلى التمكن من تحديد العناصر التالية:

·         تحليل المحيط الكلي للمؤسسة الذي يشمل المحيط الاقتصادي و القانوني؛

·         وصف السوق من خلال تحديد حجمها وتقسيمها بين مختلف فئات المستهلكين وبين مختلف العلامات المتواجدة؛

·         تحديد الطلب والمبيعات المحتملة لمنتوج المؤسسة؛

·         دراسة المستهلكين من خلال سلوكهم وبصفة عامة سيرورتهم في الشراء؛

·         دراسة التوزيع من خلال القنوات المستعملة، ومواقف المستهلكين حسب هذه القنوات، وتحديد استراتيجيات التوزيع دراسة المنافسين، ويتم ذلك من خلال تحليل استراتيجياتهم وأيضا تحلیل عرضهم ونتائجهم؛

·        القوانين والتشريعات ذات العلاقة بنوع العمل الذي يمارسه صاحب المشروع.

 

وهذا ما يمكن في الأخير من تحديد للمزيج التسويقي الأمثل، و الذي يشمل العناصر الأربعة:

§        المنتوج : يقوم صاحب للمشروع بالبحث عن المنتوج الجيد الذي يلبي احتياجات المستهلك من حيث تصميمه وشكله وتعبئته ومواصفاته؛

§         السعر: يقوم المقاول هنا بالمقارنة بين اسعار اخذا بعين الاعتبار أهم العوامل المؤثرة على تسعير المنتوج و المتمثلة في:

-  تكلفة المنتوج مضاف اليه هامش الربح؛

-  مستوى الطلب و مدى للمنافسة في السوق.

§     الترويج: ويسمى أيضا هذا العامل بالاتصال لان تقنياته لها هدف مشترك يتمثل في الاتصال مع مختلف المشترين المحتملين والعمل على جذبهم، عن طريق الاعلان أو البيع الشخصي أو وسائل الدعاية (صحف، مجلات، .... و غيرها)، أما بالنسبة لصاحب المشروع الصغير ينبغي عليه ان يعتمد في البداية على وسائل ترويج بسيطة مثل الخدمات المجانية؛

§      التوزيع: يقصد به تلك الطرق التي تمكن من وصول المنتوج إلى المستهلك من خلال قنوات التوزيع.

 

 ثالثا: مرحلة البحث عن التمويل

        يمكن التمييز بين قسمين من مصادر التمويل:

§        الأموال الخاصة:  وتتكون من الأموال الشخصية التي يحصل عليها صاحب المشروع من خلال علاقاته مع المحيط مثل العائلة والأصدقاء، إضافة إلى مساهمة الشركاء، و يكون هذا الجزء من الأموال ضروري في مرحلة الانطلاق و النمو، و هو أيضا عامل مهم لان للمساهمة الشخصية تترجم ثقة صاحب المشروع في مشروعه.

والمساهمة الخاصة مهمة لكنها غالبا ما تكون غير كافية خاصة في مرحلة النمو، لهذا فسيكون صاحب المشروع مجبرا على البحث عن مصادر إضافية من الأموال

§        التمويل الخارجي: لقد ذكرنا بأنه ينبغي على المقاول ضمان حد أدنى من الأموال الخاصة من أجل انطلاق مشروعه، ولكنه في الحقيقة ينبغي أن يقوم بالتحضير لطلب تمويل خارجي، وتتوقف قدرة صاحب المشروع على الحصول على أموال خارجية على  ما يلي:  

ü       حجم الأموال المطلوبة؛

ü        المردودية؛

ü       القدرة على التسديد (تتمثل في قدرة المؤسسة على تسديد ديونها).

 

رابعا : مرحلة إعداد مخطط الأعمال

مخطط الأعمال هو عبارة عن وثيقة تقديرية تحضر من طرف منشئ المؤسسة، والتي تدل بصفة تفصيلية على محتوى المشروع وإستراتيجية تطويره، والنمو المرتقب لرقم الأعمال، والنتائج المستقبلية وخاصة حاجات التمويل في الأشهر القادمة، أي أن مخطط الأعمال يظهر الرؤية الاقتصادية والمالية للمؤسسة، وإعداده بالطريقة الصحيحة يضمن اهتمام وثقة الشركاء، والذين قد يكونوا مستثمرين أو مساعدين أو موردين

 ومن أجل إعداد هذا المخطط لا بد من المرور عبر مراحل أساسية تمكن في الأخير من تحديد المحاور الأساسية التي يجب أن يشملها.

خامسا: تحديد الجوانب القانونية للمؤسسة

سنحاول في هذا العنصر القيام بدراسة الأشكال القانونية للمؤسسة، والضرائب والحقوق الجبائية الناتجة، والتي تخضع لها المؤسسة منذ نشأتها وإلى غاية حلها.

سادسا: تحديد إستراتيجية المشروع المقاولاتي

يجب على صاحب المقاولة أن تكون له إستراتيجية واضحة يمكن الوصول إليها في خطوات بسيطة وهي كما يلي:

1-   تحديد المهمة الأساسية: المقاولة هي سبب إقامتها أي ما هو العمل الذي سوف يؤديه المشروع المقاولاتي وهذا العمل لا يحب أن يكون دقيق التحديد في النطاق الضيق، بل يجب أن يكون مالك المشروع محدد المهمة مسبقا وتكون له رؤية مستقبلية واضحة؛

2-  تحديد القدرات الذاتية والميزة التنافسية: يقصد بها ما يستطيع المشروع تقديمه أفضل منافسيه في السوق، وذلك بتقديم خطة أو منتج ويكون فكره مبتكرة تتيح له الفرصة الولوج للسوق بجودة أفضل وبسعر منخفض وغيرها من المميزات التي تدرس بالموازاة مع المنافسين والميزة التنافسية هي أساس نجاح المشروع مع العلم أنها غير ثابتة ويجب أن تتجدد كل فترة وأخرى حسب تغير رغبات وحاجات للمستهلك؛

3-  تحليل بيئة المشروع المقاولاتي من بين التحاليل المهمة لأي مشروع مقاولاتي سواء كان صغيرا أو متوسطا هو تحليل (SOWT) لأنه يساعد على تعزيز للمشروع (المقاولة) واستدامته في السوق؛ مما يساعد على تطوير العمل بطريقة صحيحة وبفوائد أكثر، ويجعل صاحب العمل يهتم فقط بالإستراتيجية العاملة للمشروع حتى يتميز على باقي المنافسين في السوق.  

 

Last modified: Friday, 5 January 2024, 10:22 AM