إن نجاح أو فشل مؤسسة ما، بغض النظر عن حجمها أو طبيعة نشاطها،  ليس ضربة حظ أو صدقة، بل ترتبط كلتا الحالتين بمجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل واضح على أداء المؤسسة. وبالتالي يتحدد مصيرها

1-    أسباب فشل المؤسسات الصغيرة

يعود فشل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى جملة من العوامل، يمكن تقسيمها الى مجموعتين أسباب تتعلق بالبيئة الخارجية للمؤسسة وأخرى تتعلق بالبيئة الداخلية للمؤسسة الصغيرة، وهي على النحو التالي:

v  مشاكل البيئة الخارجية

 وهي العوامل التي لا يمكن للمؤسسات الصغيرة التحكم  فيها  وهذه  العوامل تساهم بشكل مباشر في نجاح أو فشل هذه المؤسسة، وهي عوامل سائدة في  مجمل الدول النامية، والتي تحد من فعالية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فيها :

·        الركود الاقتصادي: من أخطر العوامل التي  تؤثر على كيان المؤسسات الصغيرة هو ظهور ملامح الركود الاقتصادي، والذي يترتب عليه انخفاض الطلب على المنتجات بشكل عام ومحدودية القوى الشرائية للأفراد، وبالتالي يحدث فائض في الطاقة الإنتاجية مما يسبب خسائر كبيرة ل يمكن ن للمؤسسات الصغيرة تحملها وبالتالي تؤدي الى فشلها؛

·         المشكلات التمويلية: تعاني منها خاصة الدول النامية ، وتتجلى المشكلات التي تواجه المؤسسات  الصغيرة للحصول على التمويل اللازم من جهات خارجية فيما يلي:

ü       ضالة القروض المقدمة للمشاريع الصغيرة من الأجهزة المصرفية، وتركيزها على القروض القصيرة الأجل بالعملة المحلية مما لا يتفق مع حاجات التمويل اللازمة لظروف المؤسسات الصغيرة ويجعلها محصورة في نطاق تمويل رأس المال الجاري، دون القدرة على إنشاء صناعات جديدة لأي تطوير الصناعات القائمة؛

ü       المغالاة في الضمانات المطلوبة من طرف البنوك لتمويل المؤسسات الصغيرة التي لا تستطيع المؤسسة توفيرها إضافة إلى ارتفاع معدل الفائدة الذي تطلبه هذه البنوك على القروض للممنوحة للمشاريع الصغيرة؛

ü        تعقد الإجراءات اللازمة للحصول على التمويل اللازم؛

ü       قصور البنوك التجارية في القيام بتمويل هذا النوع من المؤسسات والتركيز على تمويل المنشات الكبيرة على حساب المؤسسات الصغيرة؛

ü       تدخل مؤسسات التمويل وفرض الوصاية على المؤسسة الصغيرة مما يدفع بها للعزوف عن التعامل مع مؤسسات التمويل؛

ü        زيادة تكاليف الإنتاج نظرا لحاجة المؤسسات الصغيرة إلى الائتمان المصرفي والبحث عن مصادر من سوق نقدية ومالية غير منتظمة مستقلة ومكلفة.

·        مشكلات الاستثمار: وتتمثل في:

ü     تعدد التشريعات وما يترتب عنها من تضارب وتعطيل الأعمال نظرا لكثرة وطول الإجراءات المطلوبة من المؤسسة الصغيرة خلال الفترة التأسيس؛

ü     في الدول النامية نظرا لصغر حجم الموسى صغيرة فانيا لا التمتع بالحوافز والمزايا الاستثمارية الممنوحة للمؤسسات الكبيرة كانخفاض سعر الفائدة ، الضرائب، الرسوم الجمركية... إلخ من قبل الحكومات؛

·         المنافسة: تتفاقم المنافسة في قطاع المؤسسات الصغيرة، وتتمثل هذه المنافسة  فيما بينها والمنافسة مع المنشآت الكبيرة ومع المنتجات الأجنبية المماثلة لمنتجاتها، وفي ظل استداد هذه المنافسة مع  ضعف كفاءة المؤسسات الصغيرة في استخدام الأساليب المناسبة  فالنتيجة هي الفشل؛

·         مشكلة الضريبة: نظرا لاعتماد المؤسسات الصغير على التمويل الذاتي فإن عبء الضريبة يكون أكبر، لأن فوائد القروض الملزمة ستخفض من العبء الضريبي المفروض على المؤسسة. كما أن عدم انتظام الحسابات الخاصة بهذه المنشآت يعطي فرصة للمؤسسات الضريبية في استخدام التقدير الجزافي الذي يكون فيه إجحاف في حق هذه المؤسسات؛

·         نقص المعلومات: على الرغم من أهمية المعلومات إلا أن هناك قصورا البيانات والمعلومات المنشورة عن المؤسسات الصغيرة، والتي غالبا ما تكون متقادمة أو متباينة في حالة توافرها، وذلك لغياب المعلومات خاصة بهذا القطاع.

v      مشاكل البيئة الداخلية

-        إهمال دراسة الجدوى؛

-       سوء التنظيم، يقصد به عدم وجود تنظيم داخلي للمؤسسة أو المشروع الصغير،  يحدد السلطات والمسؤوليات بين الأفراد؛

-       خلط المسائل المالية للمؤسسة بالنفقات الشخصية؛

-        غياب التخطيط؛

-       عدم ملائمة موقع المشروع؛

-        ضعف المؤسسة في التعامل مع التحديات المختلفة؛

-        عدم الاحتفاظ باحتياطات المالية؛

-       . التوسع غير المسطر؛

-       عدم القدرة على الابتكار والنمو؛

-        عدم القدرة على السيطرة على المحزون.

 

2-         عوامل نجاح المؤسسات الصغيرة

هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في نجاح المؤسسات الصغيرة،  وهي عوامل مختلفة يمكن تصنيفها كما يلي:

×     العوامل الذاتية: وهي مجموعة العوامل المرتبطة بصاحب المؤسسة أو مديرها، وتتمثل هذه العوامل في مجموعة من الصفات الضرورية التي يجب أن تتوفر فيه لنجاح المؤسسة أو ما تعرف بصفات المدير الناجح؛    

×     العوامل المتعلقة بالمؤسسة: هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في نجاح المؤسسة، ومن أهمها:

§        اختبار فريق عمل ذو مهارات عالية؛

§        التخطيط الجيد والإدارة الفعالة؛

§         القيام بدراسات الجدوى أو الدراسات الأولية للقيام بالمشروع؛

§        الاهتمام بدراسة السوق؛

§         الاهتمام بوظيفة التمويل والمحاسبة؛

§         إدارة التدفقات النقدية بطريقة سليمة.

×       العوامل المتعلقة بالبيئة الخارجية

هناك مجموعة من العوامل الواجب توفرها في البيئة التي تنشأ وتعمل بها المؤسسة الصغيرة لكن تساهم في نجاحها، ومنها:

§        التنسيق مع الجهات التمويلية المختلف لوضع برامج تمويلية متنوعة وداعمة للمشاريع الصغيرة؛

§        تقديم المساعدات التسويقية على المستويين المحلي والدولي حيث يمكن الاستفادة من مزايا الغرف التجارية والصناعية؛

§        التنسيق والتكامل مع المؤسسات الكبيرة من خلال توفير المعلومات المتعلقة بالمؤسسات الكبيرة والمواصفات الضرورية لاحتياجاتها من مستلزمات الإنتاج التي تقدمها للمؤسسات الصغيرة؛

§        التنسيق بين الهيئات والوزارات المختصة في هذا السياق لمنح فرص إنشاء مؤسسات صغيرة والنجاح فيها بشكل عادل وملائم للنشاط.

 

3-     أوجه التشابه والاختلاف بين المقاولاتية والمؤسسات الصغيرة

         توجد عدة نقاط تشابه واختلاف بين مفهوم المقاولاتية والمؤسسات الصغيرة بحيث يتشابه المفهومين في تحقيق نفس الهدف والمتمثل في خلق فرص العمل، التنمية الاقتصادية كما أنهم يمتلكون دورا هاما في التحول الاجتماعي والسياسي والاقتصادي إضافة إلى ذلك يتأثر كلاهما ينفس العوامل بمعنى أن نجاح أو فشل أحدهما يتم من خلال نفس العوامل المؤثرة، البيئة، الثقافة، الموقع، الخصائص الفردية، كلها تؤثر على المؤسسات الصغيرة والمقاولاتية.

         لا يعبر مفهوم المقاولاتية عن المؤسسات الصغيرة ولا تعبر المؤسسات الصغيرة عن المقاولاتية بحيث أن المقاولاتية تعبر عن مجموع الإجراءات التي تؤدي إلى إنشاء مؤسسات صغيرة، في حين أن للمؤسسات هي مجرد مشاريع تدار من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد. كما تخص المقاولاتية عملية البدء والانطلاق في المشروع المقاولاتي أما المؤسسة الصغيرة فهي تخص عمليات التسيير في المدى القصير والطويل وقد لا تخص عملية الإنشاء.

         أكثر من ذلك يختلف هدف المقاول عن هدف صاحب المؤسسة الصغيرة فالمقاول يسعى دائما إلى اكتشاف فرص الأعمال واستغلالها لتقديم منتجات مبتكرة في حين أن أصحاب المؤسسات الصغيرة يقومون بإدارة أعمال للمؤسسة وبالكاد يبحثون عن فرص الأعمال فهم في بحث دائم من الإنتاج، البيع والشراء .

         يختلف أيضا المقاول عن صاحب المؤسسة الصغيرة من ناحية المهارات المتوفرة، فالمقاول يجيد اكتشاف الفرص والابتكار في تقديم المنتجات التي تسمح له بإنشاء أعمال جديدة أو الدخول في مشاريع مشتركة بينما صاحب المؤسسة الصغيرة يتمتع أكثر بمهارات إدارية تسمح له بإدارة مؤسسته بفعالية وكفاءة كما يظهر في الجدول رقم (01) :

 ,n

4-  الحاجة إلى المقاولاتية المحافظة على ديمومة المشاريع الصغيرة

        أصبحت المقاولاتية ضرورة في ظل التغيرات العميقة التي اصبح يشهدها العالم، وقد تميزت الحقبة الأخير خصوصا مع بداية القرن الحالي ميولا كبيرا للاقتصاديات نحو المقاولاتية لما لها من آثار ايجابية من حيث النمو وحماية الاقتصاد من صدمات الشركات العظمي

هذا التغير جعل الدول والمؤسسات تركز أكثر فأكثر على الحرف والمهارات الأساسية، والتوجه نحو نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أما بالنسبة للأفراد فقد ظهرت أشكال عديد لتنظيم العمل منها عمل حر أو مستقل، العمل في المنزل، العمل بنظام الدوام الجزئي، والعمل المقسم، كما أن التحولاتي الاجتماعية تظهر وتفرض بقوة على المؤسسات والقائمين عليها بعض المصطلحات ( التغيير التطوير، عدم التأكد التعقيد، الابتكار)  والتي تفرض ضرورة مواكبتها والتماشي معها، لذلك لابد على المقاول أن يستثمر التغيرات والتطورات والتي تساعده على البروز والظهور، إذ لابد من استغلالها من خلال ممارس ريادية مبدعة، كإدراج تقنيات حديث في عمل مؤسسته أو طرح أفكار وثقافة جيدة بين أفرادها، فالمقاول الناجح دوما على اطلاع بآخر المستجدات في عالم الأعمال والاستثمار على كل الأصعدة التقني الاداري ...الخ، ويسمى دائما لمواكبتها .

 

 

 

 

Last modified: Saturday, 16 December 2023, 3:49 PM