إن الإبداع من أبرز المزايا التي فضل بها الله سبحانه تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات،  وقد عادت تلك الميزة البشرية على التطور منذ أقدم العصور عن طريق حل طرق السد المشكلات وإيجاد الطرق لسد الاحتياجات الأساسية، وتوفير إمكانيات الرفاهية وحل المشكلات.

1-    مفهوم الإبداع

يعرف الإبداع على أنه: "القدرة على الإتيان بأمر جديد في أي مجال من مجالات العلوم أو الفنون أو الحياة بصفة عامة، كما يمكن وصف طرق التعامل مع الأمور المألوفة بطرق غير مألوفة على أنها إبداع، ويدخل نطاق ذلك دمج الأفكار والطرق القديمة بعد تمريرها على المخيلة للخروج بنتيجة جديدة".

كما يمكن تعريف الإبداع على أنه:" أفكار جديدة ومفيدة ومتصلة بحل مشكلات معينة، أو تجميع وإعادة تركيب الأنماط المعروفة من المعرفة في أشكال فريدة.

والإبداع هو نشاط ذهني راق ومتميز ناتج عن تفاعل عوامل عقلية وشخصية واجتماعية لدى الفرد، بحيث يؤدي هذا التفاعل إلى إنتاج أو حلول جديدة مبتكرة للمواقف النظرية أو التطبيقية في مجال من المجالات العلمية والمرونة والقيمة الاجتماعية وتتصف هذه المجالات بالحداثة والأصالة والمرونة والقيمة الاجتماعية.

ومن الصفات الأساسية للمبدعين نذكر:                    

·        العقل المتسائل الخلاق: وهي صفة تولد مع الإنسان وتعززها التربية والتدريب المبكر فهي صفة محيرة لأنها تتحدى فضول الأسرة، حيث ينتمي شخصان لنفس الأسرة إلا أن أحدهما يتمتع بعقل متسائل بينما الثاني لا يتمتع بذلك، فهو عقل خلاق لا يقبل بإجابة واحدة وسهلة بل يبحث في الأعماق لإيجاد البدائل، وبذلك يمنح العقل القدرة على توليد عدد كبير من الأفكار والبدائل والتصورات المتعددة والمتنوعة والتي يمكن تركيب بعضها البعض لتصل في النهاية للأفكار الإبداعية الإبتكارية؛

·        القدرة على التحليل: وهي القدرة على الحصول على المعلومات وتحليلها وتجميعها ثم تقويتها والاحتفاظ بما يشكل منظم من أجل استدامتها في مواضعها الصحيحة؛

·         النشاط المتميز: وذلك بكثرة السؤال عما يدور حوله، وامتلاك درجة عالية من الذكاء، وإدراك الأشياء بطريقة مختلفة عن إدراك الآخرين؛

·         المرونة: أي سرعة التكيف والانتقال والتحول والتفكير إلى اتجاهات تفكير متعددة ومتنوعة من البعد الزمني والبعد المكاني مع سرعة الاستيعاب والتكيف مع المتغيرات الجديدة ونقد ومراجعة الذات وإجراء التعديل والتطوير اللازم والارتقاء من مسار نوعي إلى مسار نوعي آخر؛

·        يعتمد المبدع على التجربة للوصول الى أشياء جديدة؛

·        يتصف الشخص المبدع بالصبر عندما يعمل، ولكنه يمل بسرعة في الأمور الحياتية الأخرى؛

·        يستطيع التفكير بطريقة جيدة إذا توفر الجو الهادئ، والوقت الكافي للتفكير؛

·        لا يلتفت إلى ما يقوله الآخرين عنه يهتم الشخص المبدع بمشاعره وأحاسيسه

·        يحتاج إلى وقت أطول لدراسة المشكلة وتحليل المعلومات، ويستطيع الوصول إلى الحل في وقت قياسي؛

·         يستطيع المبدع رؤية جمال الأشياء يستطيع تغيير طريقة تفكيره بسهولة؛

·         يفضل التفكير بشكل فردي وليس ضمن مجموعات؛

·         يعمل الأشياء التي يقتنع بها بغض النظر عن رأي الآخرين؛

·        الذكاء؛

·         امتلاك خلفية معرفية واسعة وعميقة في حقول علمية مختلفة؛

·         الثقة بالنفس على تحقيق أهدافه؛

·        أن تكون لديه درجة من التأهيل والثقافة؛

·        القدرة على تنفيذ الأفكار الابداعية التي يحملها الشخص المبدع؛

·        لديه علاقات اجتماعية واسعة ويتعامل مع الآخرين فيستفيد من أرائهم؛

·         يركز على العمل الفردي لإظهار قدراته؛

·        الثبات على الرأي والجرأة، والأقدام والمجازفة، المخاطرة .

2-  مصادر الإبداع

·        النجاح غير المتوقع، والأحداث الخارجية غير المتوقعة؛

·        عدم انسجام الواقع الفعلي مع ما هو مفترض أو ما يجب أن يكون عليه الحال؛

·         الإبداع الناجم عن الحاجة إلى تغيير في العملية؛

·        التغيير في بنية قطاع العمل، أو بنية السوق؛

·        التغير في العوامل الديمغرافية؛

·        التغير في الإدراك الأمزجة والمعاني؛

·        المعارف الجديدة.

3-  آثار الإبداع في المؤسسة

 يلعب الإبداع دورا مهما في المؤسسة مواجهة التعبيرات والتحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا، ويمكن تلخيص الآثار الايجابية للإبداع فيما يلي:

·         تحسين أداء المؤسسة: يؤدي الإبداع التكنولوجي من خلال تفعيل البحث والتطوير واستخدام تقنيات متطورة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للمؤسسة، كما يعمل على الاستعمال العقلاني لمواردها المادية والمالية والبشرية والتكنولوجية، مما يعمل على تحقيق الكفاءة والفعالية في الأداء؛

·        تحسين التنظيم الإداري في المؤسسة: يعمل الإبداع على ترسيخ العمل الجماعي بين أفراد للمؤسسة أي تنشيط العمل بالفريق، كما يعمل على تشجيع الديمقراطية والمشاركة، مما يشكل حافزا لطرح المبادرات وظهور القدرات الإبداعية؛

·         تدعيم تنافسية المؤسسة: يعمل الإبداع على اكتساب المؤسسة مزايا تنافسية تعزز مركزها التنافسي في السوق، وهذا من خلال تحسين جودة المنتجات وتقليص التكاليف أي تخفيض الأسعار، كما يعمل الإبداع على زيادة القدرات التنافسية للمؤسسة من خلال سرعة تقديمها للمنتجات الجديدة وتغيير العمليات الإنتاجية؛

·        مواكبة التطور التكنولوجي: يؤدي الإبداع التكنولوجي إلى قدرة المؤسسة على مواكبة التطور التكنولوجي، وذلك من خلال تكليف نشاطات البحث والتطوير ، قصد التحسين المستمر لمنتجاتها، وبالتالي تمديد دورة حياتها.

4-  أنواع الإبداع

هناك أربعة أنواع أساسية للإبداع، وهي:  

×     الإبداع الجزئي، وهو أن يتم الإبداع بشكل جزئي في طبيعة التكنولوجيا المستخدمة مع اهتمام قليل في الأسواق؛

×     الابداع الجديد الداخلي وهو يتعلق بأن يتم هذا النوع من الإبداع ضمن الوسائل التكنولوجية الحديثة مع الاهتمام الزائد في الأسواق؛

×      الابداع التخصصي، يتعلق الأمر بحالة استخدام تكنولوجيا جديدة أو أساليب تكنولوجيا جديدة مع اهتمام قليل في السوق ومستوى الطموح دون المطلوب.

5-  مستويات الإبداع

 يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات للإبداع

§        الابداع على مستوى الفرد: والإبداع الذي ينشأ عن طريق أحد الأفراد ومن السمات التي يتميز ها الشخص المبدع حب الاستطلاع المثابرة، الثقة بالنفس الاستقلالية في الحكم، تأكيد الذات الذكاء المرونة، حب المخاطرة، الطموح والقدرة على التحليل وهي الصفات التي تميز المقاول؛

§        الابداع على مستوى الجماعة :وقد توصلت الدراسات فيما يتعلق بإبداع الجماعة إلى النتائج التالية:

o    أن الجماعة المختلفة الجنس - ذكور وإناث- تنتج حلولا أحسن جودة من الجماعة أحادية الجنس؛

o     أن الجماعة شديدة التنوع تنتج حلولا أفضل، وأم الحمل الابداعي للجماعة يتطلب أن تتكون من أشخاص لهم شخصيات مختلفة؛

o    أن الجماعة المتماسكة، أكثر استعدادا وحماسا ونشاطا للعمل من الجماعة الأقل تماسكا؛

o    أن الجماعة حديثة التكوين تميل إلى الإبداع أكثر من الجماعة القديمة.

§        الابداع على مستوى المؤسسة : وهو الابداع الذي يتم التوصل إليه عن طريق الجهد التعاوني الجميع أعضاء المؤسسة

6-   شروط الإبداع

 لا يمكننا إطلاق كلمة إبداع على أية محاولة أو فكرة جديدة مفيدة فهناك شروط لتسمية شيء ما إبداعا، وتلك الشروط هي:  

·        التأصل: أن تكون الفكرة أو المسعى جديدة وأصلية: أي أنه لم يتوصل لها أحد من قبل بالفعل، فهي وليدة الظروف الفريدة المحيطة بها وهي خاصة بصاحبها؛

·        المنفعة: أن تكون الفكرة الجديدة أو الطريقة الجديدة مفيدة في مجال ما حتى تكون ذات مغزى؛

·        عنصر المفاجأة: لا يولد شيء إبداعي تم اكتشافه بشكل منظم، إنما الإبداع لحظات تنويرية مفاجئة تتوصل إليها لا عن طريق الصدفة ولكن عن طريق لحظة اكتشاف لم يسبقنا أحد إليها.

7-         خصائص الإبداع

ü     الإبداع يعني التمايز وهو الإتيان بما هو مختلف من الآخرين من المنافسين المباشرين، بهدف إنشاء شريحة سوقية من خلال الاستجابة المتفردة بحاجاتها عن طريق الابداع؛

ü     الجدية و الحداثة : الإبداع وهو يمثل الجديد كليا أو جزئيا في مقابل الحالة القائمة، كما يمثل مصدر التجديد للمحافظة على حصة المؤسسة في السوق وتطويرها؛

ü     الإبداع هو التوليفة الجديدة، وهو الاتيان بالجديد كليا أو جزئيا في مقابل الحالة القائمة، كما يمثل مصدر التجدد من أجل المحافظة على حصة الشركة السوقية وتطويرها؛

ü     الإبداع هو أن يكون الفرد المبدع هو الذي يتجول في السوق، لأنه الأول قبل الآخرين الذي توصل إلى الفكرة والمنتج والسوق؛

ü      الابداع هو القدرة على اكتشاف الفرص وهو يمثل نمطا من أنماط الإبداع الذي يستند على قراءة جديدة ومختلفة للحاجات والتوقعات؛

ü      الابداع هو خلق للمنفعة أو القيمة؛

ü      الابداع هو ورؤية خلاقة لاكتشاف قدرات المنتج الجديد في حلق طلب فعال واكتشاف السوق الجديد الذي هو غير موجود.

Last modified: Friday, 15 December 2023, 10:36 PM