المحاضرة الثالثة
المحاضرة الثالثة
إفريقيا الشرقية
كان استقرار الانسان على حواف البحيرات والأنهار خلال الألفيات 07 و 05 قبل الحاضر سبب نشوء الرعي ، والفلاحة ومن أشهر المواقع شهرة هو موقع الشهائب جنوب السودان الذي عثر به على أدوات صيد وبقايا عظمية لحيوانات مختلفة ، ما يدل على تعاطي ذلك الانسان الصيد والزراعة ، كما اشتهرت المنطقة في هذه الفترة بانتشار الفخار المزين بطرق بدائية لحفظ السوائل والحبوب ، كما عرفت المنطقة كذلك إزدهار أدوات الصيد المختلفة ، ولا توجد أدله على وجود الزراعة لا بإثيوبيا ولا كينيا ولا تنزانيا ، مع وجود أدلة على الرعي وتربية الماعز والضأن والبقر التي كانت تربى لحليبها ثم للحمها. كان مناخ المنطقة خلال هذه الفترة رطبا جدا ، ولهذا كانت البحيرات مترامية الأطراف وكانت المستنقعات أكثر اتساعا والأنهار قوية وطويلة ، وظهر العصر الحجري الحديث بمرتفعات إثيوبيا ثم انتشر إلى الجنوب اعتمادا على تحركات صغيرة كان يقوم بها السكان ، ومن الممكن القول أن سكان المنطقة لم يعيشوا في قرى مستقرة بمعنى الكلمة ، إلا أنهم استطاعوا بفضل الموراد الغذائية المتنوعة التي وفرتها لها البحيرات الكبرى والأنهار وتكنولوجيا قادرة على استغلال تلك البيئة استغلالا مفيدا أن تنشئ عمرانا بشريا أكثر أهمية وأكثر استقرارا مما أقامه السكان السابقون ، وأن السكان لم يزدادوا بفضل تلك العناصر بل سمحت أيضا بخلق مناخ فكري اجتماعي جديد تشهد عليه تلك الصناعات المعقدة والضرورية لصنع أدوات التنقل في الماء والخطافات العظمية الأحادية والمزدوجة الصفوف والسلال ، كما أن أسلوب العيش المتطور الداعي إلى استعمالها يشهد على ذلك. كما أن الدور الذي لعبه الفخار وما وصل إليه على غاية من الأهمية له شحنة حضارية تعبر عن طرق جديدة لتسيير إعداد الطعام وطبخه وحفظ السوائل والحبوب فيه. لتصبح المنطقة. مع مرور الوقت مركزا مهما لكبار مربي الماشية والقطعان أكثر من امتهان الزراعة التي تمثلت أساسا في الذرة البيضاء والصفراء واليقطين ، كما امتهن الرجال ترية الماشية بينما امتهن النسوة الزراعة.