المحاضرة الثانية
المحاضرة الثانية
دور علم الآثار كمصدر لدراسة ماقبل التاريخ
تعتبر الوثائق المكتوبة وعلم الآثار والتواتر الشفهي ركائز المعرفة التاريخية ، وهي مصادر مهمة وصعبة المنال في نفس الوقت ويدعم هذه المصادر الثلاثة علم اللغات وعلم الأجناس البشرية.
لغة- علم الآثار كثيرا ما تكون الشواهد التي أظهرها علم الآثار أفصح من الشهود الرسميين المتمثلين في بعض مصنفي التواريخ ، مع التذكير بما أحرزه هذا المجال في فترة ماقبل التاريخ وبالتحديد جراء تلك المكتشفات الرائعة والقيمة ، حيث لم يكن بالإمكان توفر أو وجود أخبار شفهية أو كتابية ، فالشواهد وحدها تكشف لنا ذلك التاريخ ، وفي الأثرية بطبيعتها شيء موضوعي لا يقبل الرّدّ ولا الشك ، فتحديد تلك المواطن الأثرية الإفريقية وتصنيفها تفرض نفسها كأولوية قبل أن ينهبها المفسدون والجهال والسياح المجردون من نية العلم النقى .
تدل بعض تلك الشواهد دلالة مميزة على معالم ومعايير الحضارة مثل الأدوات الحديدية وطرق صناعتها والخزفيات وطرق إنتاجها ونماذجها وتقنيات الصيد والنسيج.- الوثيقة المكتوبة تفيدنا هذه الطريقة في كتابة تاريخ الفترات القديمة والحديثة فلا نجد لها دور في فترة ماقبل التاريخ لأنها لم تكن موجودة أصلا.
ألفة و وهو- النقل الشفهي: هو ثالث المصادر التي يعتمد عليها تاريخ إفريقيا قبل ظهور الكتابة والخبر التاريخي الشفهي هو مجرد خيط عنكبوتي له من الهشاشة ما لا يمكنه من اجتياز السراديب المظلمة في متاهات الزمن ، كما يعتبر النقل الشفهي المصدر التاريخي الأكثر أعذب المصادر ، خاصة ما تعلق بأمور العبادات التي انتقلت عاداتها عن طريق الرواية الشفهية ، إضافة إلى ما تعبر عنه تلك الرسومات الصخرية من مواضيع صيد ورقص وأمور دينية ، ويبدو أن النقل الشفهي هو الحافظ والحامل لرأس مال الإبداعات الاجتماعية والثقافية الذي جمعته الشعوب التي لم تستخدم الكتابة بعد ، فهو حقا متحف حي ، وما يغذيه أكثر هو رواة الصدق ، يقول مثل إفريقي: فم الشيخ أبخر ، لكنه يتفوه بالأمور الطيبة المنجية ، لكن من اللازم اقتحام الكثير من العقبات لتصفية مادة النقل الشفهي وغربلة الوقائع وتجاوز زيف العبارات وبريقها.