المحاضرة الثانية المدارس المنهجية الكبرى أولا ـ المدرسة الإسلامية

أولا ـ المدرسة الإسلامية:
تعريفها:
المدرسة الاسلامية أو إسلامية المعرفة منذ ظهورها في مطلع ثمانينيات القرن الماض ي عند انشاء
المعهد العالمي للفكر الاسلامي في الولايات المتحدة الامريكية اتخذت شكل رؤية منهجية و ليس
حقلا معرفيا متخصصا او ايديولوجية جديدة تسعى في منهجا الى التجديد ومحاولة اكتشاف الذات
والواقع وعدم التقوقع او التمركز حول فكر أو مرحلة تاريخية معينة او مقولات معينة بمعنى أخر
المدرسة الاسلامية ليست حركة مذهبية او اتجاه ايديولوجي هي في جوهرها منهج للتعامل مع المعرفة
ومصادرها المختلفة أو يمكن عدها منظور معرفي في طور التشكل الاكتشاف البناء و و النمو و
الاختبار •
و انطلاقا من تسميتها بالمدرسة الاسلامية حاول العديد من المنتمين و الباحثين في قضاياه اعطاء
تعريفا لها وذلك من خلال اعطاء رسما او ترسيمة ) (schemaتقرب او توضح معناه من خلال تصورهم
لها او لأولويات العمل فيها يعرفها عماد الدين خليل في مؤلفه مدخل الى اسلامية المعرفة (المدرسة
الاسلامية) تعني اسلامية المعرفة او (أسلمة المعرفة (ممارسة النشاط المعرفي كشفا و تجميعا و تركيبا و
توصيلا و نشرا من زاوية التصور الاسلامي للكون و الانسان والحياة (خليل، ).1990
و في تعليقه على هدا المفهوم يذهب طه جابر العلواني الى أن إسلامية المعرفة لا تعني بحال مجرد
اضافة عبارات دينية ألى مباحث العلوم الاجتماعية و الانسانية باستمداد آيات قرآنية ملائمة لموضوعات
العلم المقصود أسلمته ،بل هي إعادة صياغة منهجية و معرفية للعلوم و قوانينها ،كما لا تعني مجرد
سحب الانتماء الذاتي للدين على كافة الموضوعات لإضفاء صفة الشرعية الدينية على الانجاز الحضاري
البشري و استلابه دينيا بمنطق الاحتواء اللاهوتي و اللفظي (العلواني، .)199