المحاضرة الاولى: 1مفهوم المدرسة في العلوم الإنسانية

السداسي: الأول
اسم الوحدة: المنهجية
اسم المادة: مدارس ومناهج البحث العلمي في العلوم الإنسانية

الأستاذ المكلف : عبد الرحمن تونسي
المحاضرة الاولى:               1مفهوم المدرسة في العلوم الإنسانية

تمهيد

 تعتبر العلوم الإنسانية من أحدث العلوم بروزا، فكانت نشأتها و تطورها و ازدهارها نتيجة تجاوب طبيعي مع تطلعات المجتمعات التي ظهرت فيها إلى معالجة قضاياها و أزماتها، ولعل أهم ما يحتاجه الباحث، وطالب العلم في المراحل الدراسية العليا, الطريقة التي يستطيع من خلالها جمع مادته الأولية, وتحضيرها, وإعدادها, يما يناسب موضوع بحثه, ثم كيفية استخدامه لهذه المعلومات في بنائه المعرفي الذي يسعى لإشادته سواء أكان هذا المشروع: بحثاً جامعياً, أم رسالة دبلوم دراسات عليا أم أطروحة دكتوراه, أم بحثاً مرسلاً إلى دورية مختصة, أم كتاباً في أحد مجالات المعرفة.. إلخ، ومن هنا فإن منهجية البحث تعتبر العلم والفن الأهم والرئيس لمن يعمل في مجال إنتاج المعرفة. وقبل دراسة هذه المناهج في اطار مدرسة العلوم الإنسانية ، يجدر بنا التعريف بها

ماهية المدرسة في العلوم الإنسانية.

: يرجع لفظ المدرسة école إلى الأصل اليوناني schole والذي يقصد به وقت الفراغ الذي يقضيه النـاس مع زملائهم أو لتثقيف الذهن ،وتطور هذا اللفظ بعد ذلك ليشير إلى التكوين الذي يعطي في شكل جمـاعي مؤسسي ،أو إلى المكان الذي يتم فيه التعليم ،ليصبح لفظ المدرسة يفيد حاليا تلك المؤسسة الاجتماعية الـتي توكل إليها مهمة التربية الحسية و الفكرية و الأخلاقية للأطفال و المراهقين في شكل يطابق متطلبات المكان و الزمان . و المدرسة من الألفاظ المولودة عند العرب،وهي "في الأصل مأخوذة من العبرانية أو الآرامية ،مدراس وجمعها مداريس ،ثم خففت فأصبحت مدارس ،وواضح أن المدارس وصف ينسب لكل ما يدرس فيه مـن الأمكنـة 1 كالمساجد و الكتاتيب و الزوايا ومن ذلك جاءت تسمية المدارس القرآنية وغيرها من دور العلم و المعرفة " المدرسة تبدأ بعد "مرحلة الطفولة المبكرة ومع بداية مرحلة الطفولة المتأخرة وتمثل انتقال الطفل مـن مجتمعـه الصغير الأسرة أو مجتمع القرابة إلى مجتمع المدرسة نقلا و تحولا كبيرا في حياته النفسية و الاجتماعية ،فالمدرسة 2 مجتمع الغرباء مجتمع أوسع يمثل بيئة جديدة بعلاقات وصلات و أسس جديدة لها قوانينها ". ولقد عرفت المدرسة منذ الماضي "كمؤسسة اجتماعية تقوم بعملية التعليم فقط لكن بعد تطـور اتمعـات تطورت مهمة المدرسة من مؤسسة اجتماعية بالإضافة إلى كوا مؤسسة تربوية، تعليمية، وبذلك لم يعد التعليم بالمدرسة الحديثة إلا وظيفة عادية من وظائفها العديدة، أو عنصر واحد من عناصرها الكثيرة التي تقـوم ـا 3 المدرسة الحديثة" . كما يعرفها إميل دوركايم بأا عبارة عن تعبير امتيازي للمجتمع الذي يوليها بأن تنقل للأطفال قيما ثقافيـة وأخلاقية واجتماعية يعتبرها ضرورية لتشكيل الراشد وإدماجه في بيئته و وسطه. أما مفهوم المدرسة بالتحديد فقد ظهر اثر الانتقال الذي عرفه الفعل التربوي من مهمة تتكلف ا الأسـرة إلى عمومية لتصبح المدرسة تلك المؤسسة العمومية التي يعهد إليها دور التنشئة الاجتماعية للأفراد وفـق منـهاج وبرنامج يحددهما اتمع حسب فلسفته......و المدرسة بشكل عام مؤسسة عمومية أو خاصة ،تخضع لضوابط محددة ،دف من خلالها إلى تنظيم فاعلية العنصر البشري ،بحيث تنتج وتفعل وفق إطار منظم يضبط مهام كل فئة ويجعلها تقوم بعملها الخاص لكي يصب في الإطار العام و يحقق الأهداف و الغايات و المرامي المرغوبة منه