Résumé de section

  •  

     

    لى سبيل التمهيدتقديم

    في كتاب مؤرخ الفلسفة "وول ديورانت"[1] (قصة الحضارة)  نجده من أكثر المؤرخين تقديسا للحضارات الشرقية القديمة كالحضارة المصرية والهندية والصينية و أحرصهم على القول بأسبقية المحاولات الفلسفية الشرقية، وهو يؤسس لموقفه باعتبار أن الحضارات الشرقية قد سبقت حضارة اليونان في ثمانية أسس هي الدين والعمل والتنظيم السياسي والاجتماعي والأخلاق والعلم والفلسفة والأدب والفن ويؤكد أن الحضارات القديمة في مصر والصين والهند وبابل وآشور قد كان لها نصيب وافر من كل هذه العناصر فأوروبا في نظره تدين للشرق بقدر كبير من كل عنصر ولكنه لم يستطع أن يخفي أن الوثبة اليونانية بالفكر والعلم والفن والتنظيم وفي تأسيس المجتمع المدني القائم على النزعة الفردية والاستقلال في التفكير وجعل التحاور هو الآلية التي تضمن تصحيح الأفكار وتحسين الأوضاع كل هذه تجعل إسهامات اليونان ليست مجرد إضافة عادية وإنما هي قفزة استثنائية مثلت تحولات كبرى في حياة الفرد والمجتمع مهدت الطريق لما صارت إليه أوروبا وأمريكا في هذا العصر وما حققاه من تطورات مذهلة في كافة المجالات الدنيوية ، فلقد ارتقى العقل اليوناني وتحرر من قيد الأسطورة وأخذ بيد الفلسفة حتى وصل بها إلى مرحلة الوعي والنظام وأصبح يبحث بحثاً عقلياً خالصاً في كل مشكلات الكون والحياة كما حاول  إقامة الأخلاق على أساس من التفكير الحر والتعليم  المرن ونظر إلى الإنسان باعتباره مواطناً حرا له حقوق مدنية وحرية سياسية.

    إن النقاش الدائر حول طبيعه الفلسفه الاجتماعيه في مجال الفلسفه المعاصره عموما وفي الفلسفه السياسيه والاخلاقيه خصوصا نجده نقاشا حديثا العهد كثيره تحاول بيان هويتها ومساهمتها وتعيين حدودها سواء بينها وبين مباحث الفلسفه او بينها وبين العلوم الاجتماعيه والانسانيه لذلك نطرح سؤالا حول مفهوم الفلسفه الاجتماعيه وعلاقتها بالعلوم الانسانيه والاجتماعيه فما هو مفهومها وما علاقتها بالعلوم الانسانيه والاجتماعيه؟.

    خريطة ذهمية



    [1]- (ويليام جيمس ديورانت بالإنجليزية: William James Durant) (من 1885 - إلى 1981) فيلسوف، مؤرخ وكاتب أمريكي من أشهر مؤلفاته كتاب قصة الحضارة والذي شاركته زوجته أريل ديورانت في تأليفه .