Résumé de section

  • مفهوم الفلسفه الاجتماعيه:

    الفلسفة الاجتماعيةهي دراسة التفاعلات الاجتماعية والسلوك بين شخصين أو أكثر، وعادة ما يتم إجراء مثل هذه الدراسات الفلسفية على البشر ولكن تم استخدامها أيضًا للنظر في الأنظمة الاجتماعية ، حيث تدرس الفلسفة الاجتماعية ديناميكيات المجموعة وتنظيمها وهوية المجموعة ودور المشاعر الفردية داخلها.

    عناصر الفلسفة الاجتماعية:

    العنصران الرئيسيان للفلسفة الاجتماعية هما :

    المجتمع والفرد، بحيث يعتقد  كانط  أنّ العنصر الأساسي للمجتمع الجيد هي الحرية، وبهذا يقصد الحرية في أن تكون فردًا، لكن الأفراد أيضًا لديهم عقد مع المجتمع الذي يحد بشكل طبيعي من هذه الحرية، ووفقا لكانط فإنّ المجتمع يدور حول التوازن بين الحقوق والمسؤوليات.

    كما يمكن القول ان الفلسفه الاجتماعيه في مفهومها تتحدد بالاجتهادات التي قدمتها مدرسه الفرانكفورت او النظريه النقديه(الفلسفه الالمانيه المعاصره) فمن الناحيه التاريخيه يرتبط مفهوم الفلسفه الاجتماعيه بما قدمته الفلسفه الالمانيه الحديثه خاصه عند هيكل في كتابه مبادئ فلسفه القانون عندما ميز بين الدوله والمجتمع وادرك الفرق بين الفلسفه السياسيه والفلسفه الاجتماعيه فاصبح للفلسفه الاجتماعيه موضوع محدد هو المجتمع وتعزز هذا التصور بجهد مارك سواء من جهه النقد الذي قدمه حول الدوله باسم المجتمع او من جهه النظريه التي قدمها.

    اذن التراث الفلسفي موضوع لقراءات متعدده عند مؤسس الفلسفه الاجتماعيه سواء المدرسه فرانكفورت او ضمنه تيارات فلسفيه اخرى معاصره ولعل اول نص تاسيسي هو نص ماكس هور كهايمر1895-1973 وعنوانه الوضعيه الحاليه للفلسفه الاجتماعيه ومهمات معهد البحث الاجتماعي  فهو يقول ان الفلسفه الاجتماعيه تمثل نوعا من التاويل الفلسفي لمصير البشريه بوصلهم افرادا يعيشون في جماعه لانها لا تهتم الا بالظواهر التي لا يمكن فهمها الا من خلال حياه الاجتماعيه المتمثله في الدوله والقانون والاقتصاد والدين اي الشروط الماديه والروحيه لثقافه الانسانيه معا.

    كما انه وقف عند جوانب اساسيه من هذه الفلسفه خاصه ما يتعلق بالصراع داخل المجتمع والعلاقه المتبادله بين الفرد والمجتمع وكون الفرد لا يحقق معناه الا في الوحدات التي تتجاوز الشخص كوحده الطبقه والدوله والامه اذن فالفلسفه الاجتماعيه تتميز بموقفها النقدي من القضايا والمشكلات الاجتماعيه فتركز على الجزئي وتستبعد الكلي اي انها تهتم بالفرد على حساب الجماعه فالفلسفه الاجتماعيه لا تعتبر علما خاصا وانما هي عباره عن فرع يدرس الطرق المختلفه والملموسه التي يتبعها البشر في معاشهم ويستعملونها في كل انواع اجتماعهم ابتداء من العائله الى الدوله والانسانيه مرورا بالتجمعات الاقتصاديه والسياسيه فهي تختلف اذا عن علم الاقتصاد وعلم الاجتماع لانها تهتم بالواقع ومستوياته المختلفه وتتخذ مواقف سياسيه واخلاقيه. وخلص ماكس الى ان العلاقه بين الفلسفه الاجتماعيه والعلوم الاجتماعيه لا تقوم على التنافر وانما على التعاون فالفلسفه الاجتماعيه تمرين عقلي من الوجه من الوجهه العلميه ولا تتطور الفلسفه الاجتماعيه الا بارتباطها بنتائج الباحث العلمي لذا يجب اتباع الطرق العلميه في دراسه المشكلات الفلسفيه.

    ثانيا: نص ثيودور ادورنو1903-1969. ولعل اهم نص عنده هو نص انيه الفلسفه الى ضروره التخلي عن الاوهام والوهم الذي يصاحب المشاريع الفلسفيه والمتمثل في ادراك الوجود الكلي عبر قوه الفكر ويشهد تاريخ الفلسفه عموما وازمه الفلسفه المثاليه خصوصا على هذا التلاشي فالفكر لا لا يستطيع ادراك الكلي لذلك يجب اقامه نوع من التواصل بين الف لسفه والع لوم ويعتقد ادورنو انه يجب ان نشير الى مجموعه من العناصر:

    منها مفهوم المجتمع الذي كان وراء النقاش والسجال بينه وبين النزعه المنطقيه فذهب الى القول انما نسميه مجتمعا بالمعنى القوي للكلمه هو ما يظهر نوعا من التشابك من دون ان يتجاهل او يترك شيئا من حيث العناصر المكونه له كما لو كانت نسبيه متبادله ولها قوه نفسها على التفكير كما لو كانت واحده ولا يمكن ادراك المجتمع في كليته الا بدراسه تاريخه لذلك ربط ادورنو بين دراسه المجتمع والتاريخ بمعناه الواسع والعميق فالتاريخ عنده ليس  مجرد خلفيه للمعرفه الاجتماعيه بل هو عنصر جوهري يدخل في تركيب كل معرفه اجتماعيه لذلك اكد على ضروره ربط علم الاجتماع بعلم النفس وعلم النفس الاجتماعي وهو ما يرفضه انصارا الوضعيه والمركزيه فالمجتمع ليس جمعا لمواضيع فحسب بل لذوات ايضا علما ان دور العوامل الذاتيه اخذ في التحول وسط السيروره المجتمعيه الكليه وبقدر ما يشمل المجتمع الذوات بقدر ما يصبح هؤلاء جزءا من النظام ولا يستقيم النظام من خلال توجهه القمعي للذوات بل هو المستقيم من خلالهم.

    اما النص الثالث فهو نص الفيلسوف اكسيل هونيث والمعنون بالباثوولوجيات الاجتماعيه ماضي وحاضر الفلسفه الاجتماعيه حيث يرى ان مكانه الفلسفه الاجتماعيه في المشهد الفلسفي المعاصر يتصف بالهشاشه لذلك يقول هونيث ان موضوع الفلسفه الاجتماعيه واولويتها هو تحديد هو تحليل عمليات تطور المجتمع التي تظهر كانها تطورات مضطربه وتعبر عن باثلوجيات اجتماعيه، اذا لقد بين هونيث ان هناك علاقه بين الفلسفه الاجتماعيه والفروع المعرفيه الانسانيه القريبه منها لقد سائل التاريخ الفكري الغربي الحديث الذي نظر في هذه الامراض فساءل روسو في نقده للحضاره الغربيه وتجلى ذلك في ظهور علم الاجتماع الذي يجب على الفلسفه الاجتماعيه ان تاخذ نتائج تحليلاته في الاعتبار وتحليل ظاهره الشموليه وتتجلى في تجربه النازيه والستالينيه وفي العوائق التي تحول دون التطور الاجتماعي لاعضاء المجتمع والحد من امكاناتهم في تحقيق حياه خيره وكريمه  اذا فما يميز الفلسفه الاجتماعيه هو اعتمادها على معايير اخلاقيه مغايره لمعايير الفلسفه السياسيه وفلسفه الاخلاق بالمعنى التقليدي ولا سيما من جهه العلاقه بين القيم والمجتمع والمعايير والممارسه والنظريه النقديه التي تهدف الى تحقيق الانعتاق.

    كما يعتبر كتاب الفيلسوف الفرنسي فرانك فايشباخ والمعنون  ببيان من اجل فلسفه اجتماعيه نصا رابعا في التاسيس للفلسفه الاجتماعيه لانه يحاول الاستفاده من الميراث الاشتراكي والاجتماعي منذ الثوره الفرنسيه ومن الجهود النظريه المتمحوره حول المجتمع المدني في انجلترا والفلسفه البراغماتيه الامريكيه والفلسفه تتحدد عنده بما هي ممارسه اجتماعيه هدفها تغيير المجتمع وتحسينه كي يتيح للافراد تحين قدراتهم معتمدين في ذلك على دور تربيه وتعليمفهو يرى ان موضوعها يتعلق بالنشاط العلمي الذي تقوم به الفلسفه. اذا الفلسفه الاجتماعيه تتفق مع فلسفه اللغه لكنها تختلف معها في الهدف لان فايش باخ يرى ان العلاج الذي تقدمه الفلسفه الاجتماعيه ليس معنيا بالقضايا العلميه والميتافيزيقيه وانما هو علاج مضاد لتوجه الفلسفه المعاصره في عمومه ولتوجه الفلسفه السياسيه والاخلاقيه الذي يقلل من كل ما هو اجتماعي ويحقره بدعوى عموميته او خصوصيته على حد سواء لذلك نجد عند فاشباخ ان العلاج الفلسفي يعني خلق شروط تعاون بين الفلسفه والعلوم الاجتماعيه حول العمل على ان نربط العمل نفسه بمسالتين اساسيتين الاولى التحرر في مقابل الهيمنه والثانيه تحقيق الحياه السعيده او الخيره او الكريمه في مقابل الحياه البائسه والنظر في مقوله العمل ليس على انها تعبير عن ظاهره اجتماعيه واقتصاديه فحسب وانما بوصفها كما قال هاربرت مارسيد مقوله وجوديه تحدد كينونه الوجود الانساني بما هو وجود تاريخي وبذلك يدخل العمل ضمن مقوله عامه واساسيه في الفلسفه الاجتماعيه وهي مقوله الممارسه والممارسه الاجتماعيه على وجه التحديد لانه لا وجود لمجتمع من دون العمل.

    وبهذا المعنى فان الفلسفه الاجتماعيه تتح دد بغايتها التنويريه والتحريريه من خلال العمل وتولي اهميه قصوى للشروط الواقعيه للعمل وللعلاقات الانسانيه والاجتماعيه القائمه على ان نفهم هذه العلاقات كما بينتها حنا ارندت في كتابها الشرط الانساني الحديث لذا يجب رفع الاحتقار وعدم الاهتمام الذي تليه الفلسفه عموما والفلسفه السياسيه والاخلاقيه خصوصا للمجتمع بدعوى نسبيته وتغيره وتحوله ولا تستطيع الفلسفه الاجتماعيه تحقيق ذلك اي تحقيق دراسه المجتمع الا بالحوار مع العلوم الاجتماعيه والانسانيه مع تاكيد الموقف النقدي والالتزام الفلسفي بالاجتماعي.

    وبناء على هذا التحليل التاريخي والمعرفي القائم على جمله من النصوص التاسيسيه فان الفلسفه الاجتماعيه تتميز بجمله من المميزات منها:

    الاعتراف باستقلاليه المجتمع والحياه الاجتماعيه والنظر في الاكراهات والقواعد الاجتماعيه مثل ما ينظر اليها علم الاجتماع لكن من دون ان تتماهى معه بسبب طابعها النقدي.

    ارتباط الفلسفه الاجتماعيه بالسياق الاجتماعي وتتحدد بوصفها فلسفه عمليه بما انها تهدف على خلاف الفلسفه السياسيه والاخلاقيه الى تحقيق التغيير الاجتماعي سواء بطريقه تربويه او بطرق عمليه ضمن افق يسعى لتاسيس مجتمع اقل مرضا ومعاناه واضطرابا واكثر صحه وتوازنا وعقلانيه.

    تسعى الفلسفه الاجتماعيه لتشخيص ما هو قائم وذلك ضمن الافق كانطي او بتعبير اخر ضمن التصور الشانتي المطروح في نص ما هو التنوير اي العمل ضمن افقي التنوير وتحقيق الذاتي والتحرر من الاشكال المختلفه للوصايه.

    اهتمام الفلسفه الاجتماعيه بتقييم ما هو ما هو قائم ونقدهولا سيما ما تعتبره بمنزله التطورات الفاشله او الباثولوجيات الاجتماعيه في الحياه الاجتماعيه

    اعتبار مدرسه فرانكفورت بمنزله الارضيه التي انبثقت منها الفلسفه الاجتماعيه ولا سيما عند الفلاسفه الذين ذكرناهم الا انها نمت وتطورت في اتجاهات كثيره منها الماركسيه والوجوديه والفراغماتيه والبنيويه وشملت الادب والروايه الاجتماعيه وبعض الاتجاهات الفلسفيه المعاصره كما اهتمت بالنظريه لعلماء الاجتماع وعلماء النفس والمؤرخين اذا الفلسفه الاجتماعيه قد انبثقت من مدرسه فرانكفورت فانها لم تعد محصوره ضمنها بسبب التطورات التي عرفتها المدرسه نفسها.

    اذا فموضوع النقاش هو مضمون الفلسفه الاجتماعيه وهو لا يزال قائما ويتصدر اهتمامات الفلاسفه والدارسين للمساله السياسيه والاجتماعيه ومن اهم عناصرها علاقه اجتماعي بالسياسي واشكال الصراعات الاجتماعيه المختلفه وعلاقه المجتمع المدني بالدوله ومساله حقوق الانسان والمواطنه ودور المجال العام واهميته وموضوع العمل وتحولاته ومستقبله في المجتمعات المعاصره وغيرها من الموضوعات التي تناولها المفكرون والفلاسفه.

    نظريه الفلسفه الاجتماعيه:

    لا نستطيع فهم خصوصيه الفلسفه الاجتماعيه الا بالنظر في تصورها للعلاقه التي تجريها بين القيم والواقع والنظريه والممارسه اذا فالفلسفه الاجتماعيه تستمد بعض مبادئها الفلسفيه من الميراث الهيجلي اي الفلسفه الالمانيه ولذلك ينبغي فهم الواقع الاجتماعي ككل وعليه النقد الاجتماعي كي يكون ملائما يجب ان يحيل الى النظام الاجتماعي في مجمله فالنظره الجزئيه للوقائع تسقط في الاحاديه وتتجاهل العناصر الاخرى. ايضا التحليل النقدي للحياه الاجتماعيه يتطلب دراسه من وجهه التجارب الفرديه والبنى الاجتماعيه ذلك ان النقد الاجتماعي يهتم بدراسه الامراض الاجتماعيه التي لها اثر في حياه الافراد الخاصهضمن منطقي العمليات الاجتماعيه واعاده الانتاج الاجتماعي اذا فالفلسفه الاجتماعيه تجمع بين طرح النفسي والاجتماعي معا. كما ينبغي ان نعتبر الفلسفه الاجتماعيه فلسفه فلسفه محايثه اي انها لا تنظر في الواقع الاجتماعي الذي تدرسه بطريقه تامليه وانما تعتبر نفسها جزءا من هذا الواقع الذي تدرسه وتحاول دراسته دراسه النقديه.

    ان الفلسفه الاجتماعيه تنظر الى علاقتها بالممارسه والتطبيق وفقا لمبادئ المعياريه من بينها معايير النقد اي انها يجب ان تكون جزءا من الواقع الاجتماعي ومن هنا نجد النظره النفسيه والاجتماعيه فمن الناحيه النفسيه نجد ان الفلسفه الاجتماعيه معنيه بالمطالب التي يتقدم بها الفاعلون انفسهم مع ضروره الاخذ في الاعتبار ان البنى الاجتماعيه تعيق صياغه التطلعات المعياريه بشكل مباشر وشفاف اما من الناحيه الاجتماعيه فالفلسفه الاجتماعيه تعطي قيمه ابستيتيمولوجيه للحركات الاجتماعيه بوصفها مجالا متميزا وبهذا المعنى فالفلسفه الاجتماعيه تمثل التعبير النظري للتطلعات العمليه.

    ويعتبر العمل موضوعا اساسيا في الفلسفه الاجتماعيه ذلك عكس المباحث الفلسفيه الاخرى بسبب طبيعه المجتمع المعاصر الذي يقوم على العمل ويقابلها البطاله التي تعد بمنزله نفس اجتماعي للفرد. لذلك يجب تطبيق وتشخيصه امراض العمل في المجتمع المعاصر وعليه نجد ان علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد يقدمون مجموعه مهمه من الادوات التي تسمح برسم معالمه الاساسيه وتكثيف الجهود للقضاء على الخوف من البطاله وما يسببه من تدني في المنزله الاجتماعيه وما يؤدي اليه من تشوهات صحيه وجسديه وعقليه.

    ولعل من اهم امراض العمل في المجتمع المعاصر ازدياد العمل المؤقت مقارنه بالعمل الدائم الذي تطور فيه حق العمل ومنازله لذلك اصبحت طرق التسيير الجديده تقوم على وضع استراتيج تقوم على اعاده النظر في قيمه العمل واخضاعه لنظم التسيير الجديده وتثبت الدراسات الاجتماعيه والنفسيه ان خبراء كثيرين من خارج المؤسسات يفرضون على العاملين الاجراءات التي يعتبرونها منتجه ومربحه من دون الاخذ في الاعتبار واقع العمل نفسه.

    اذا فهذه الملامح تفرض على الفلسفه الاجتماعيه النظر في مساله العمل ضمن واقع الراسماليه المعاصره بالاعتماد على ما تقدمه الدراسات الاقتصاديه والاجتماعيه اذا فاللحظه الفلسفيه تثبت  قيمتها بالنسبه الى التشخيصات التجريبيه المقدمه ما ان يطرح السؤال حول المكان التي تحتلها تجربه العمل في حياه الافراد وتنظيم العمل في الهياكل الاجتماعيه.