إن لترتيب آيات القرآن الكريم وسوره له أهدافا عظيمة وحكما بالغة، سواء على المستوى التعبدي، أم البلاغي، أم التشـريعي، أم التربوي، ويمكن تلخيص أهم أهداف ترتيب آيات وسور القرآن الكريم في النقاط التالية:
1. الحفاظ على وحدة الرسالة الإلهية وتكاملها:
ترتيب الآيات والسور يُظهر ترابط المعاني وتكامل الأوامر والنواهي، ويُبرز كيف أن القرآن نُسِق بطريقة تضمن وضوح العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والتشريع.
2. تسهيل الحفظ والتلاوة:
- الترتيب المعتمد ساعد ملايين المسلمين عبر العصور على حفظ القرآن وتلاوته بدقة.
- وجود آيات وسور قصيرة في مواضع معينة يُحفز على البدء بالحفظ منها تدريجيًا.
3. خدمة التدبر والتفكر:
- ترتيب الآيات والسور يسهل تدبر المعاني والتأمل في السياق العام لكل موضوع.
- كثير من السور تبدأ بقضايا عقدية وتنتهي بمواقف عملية، مما يساعد على الربط بين الإيمان والعمل.
4. التدرج في عرض الأحكام والتشريعات:
- يُلاحظ أن الأحكام الشـرعية جاءت بشكل تدريجي في السور (مثلاً: تحريم الخمر، تشــريع الصلاة، الحجاب)، وهذا التدرج يُراعي طبيعة النفس البشرية ويُسهل الالتزام بالتكليف.
5. إبراز الإعجاز البياني والبلاغي:
- إن التناسق بين بدايات السور وخواتيمها، وبين الآيات داخل السورة الواحدة، يُظهر بلاغة القرآن.
6. تثبيت المعاني في النفس:
- التكرار المقصود لبعض الآيات والموضوعات، وترتيبها المتناغم، يُرسخ المفاهيم الإيمانية والأخلاقية، مثال: تكرار قصص الأنبياء في سور مختلفة ولكن بترتيب يخدم هدفًا تعليميًا في كل مرة.
7. تنظيم موضوعات القرآن:
- ترتيب السور يُسهل على القارئ فهم المواضيع العامة، مثل:
- سور مكية: تركّز على التوحيد واليوم الآخر.
- سور مدنية: تركّز على التشريع وبناء المجتمع المسلم.
8. إبراز العلاقة بين السور (النسق القرآني):
- هناك ترابط واضح بين نهاية سورة وبداية التي تليها، والذي يُعرف بالتناسب بين السور، مثال: سورة الفاتحة دعاء لله بالهداية، وسورة البقرة تبدأ بالإجابة: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين".
9. التيسير في أداء العبادات:
- الترتيب ضروري لأداء العبادات، مثل:
- قراءة القرآن في الصلاة.
- الترتيب في ختم المصحف في رمضان.
- تعلّم التجويد وتفسير الآيات.
10. دلالة على أن القرآن محفوظ:
- الترتيب لم يكن اجتهادًا بشريًا عشوائيًا، بل بوحي من الله تعالى.
- هذا الترتيب من مظاهر حفظ القرآن الكريم الذي تكفّل الله به، قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".