المحاضرة الثالثة عشرة
Résumé de section
- 
                    
المحاضرة الثّالثة عشرة: المواطنة والمواطن وقيم المواطنة
يعد مصطلح المواطنة مفهوما جديدا، يدور في فلك معنى اشتراك الفرد مع آخرين من بني جنسه في حيز واحد يطلق عليه اسم " الوطن" ، يجمع الجميعَ شعورٌ موحّدٌ وعاطفة واحدة تحت سقف وطن واحد ، إلا أن هذا المفهوم قد طرأ عليه تغيير بعد تطور الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فصار يرمز إلى العلاقات بين الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين المواطنين.
المواطنة والجنسية:
الجنسية هي الركن القانوني الظاهر للمواطنة ، وتمثل نقطة البداية الحتمية للحياة القانونية للفرد ، والتي لا كيان له بدونها.
ولما كانت كل تعريفات " الجنسية " تصبّ في العلاقة السياسية والقانونية بين الفرد والدولة، فإن لذلك آثارا تترتب عليها، تمنح بدورها صفة المواطنة وتفرض على المواطن الولاء للدولة، وبالتالي تكون حمايتها له واجبة ، وتمكينُه من المزايا حقا له تفرضها هذه الرابطة.
المواطنة والانتماء:
يعد الانتماء الركن المعنوي للمواطنة. والمقصود بالانتماء ـ هنا ـ الانتماء الوطني لا العقائدي أو العنصري فحسب . والعلاقة بينهما ( المواطنة والانتماء) طردية ؛ أي كلما زادت درجة الانتماء، زادت درجة المواطنة ، والعكس صحيح.
المواطنة والوحدة الوطنية:
يشكل مفهوم الوحدة الوطنية الإطار الفكري والنظري للمواطنة ، ومن ثم فالوطنية عملية فكرية ، بينما المواطنة ممارسة عملية على أرض الواقع لإبراز مظاهر الوطنية.
المواطنة والمشاركة السياسية:
والمقصود بالمشاركة السياسية إنها عملية تشمل جميع صور إشراك أو إسهامات المواطنين في توجيه عمل أجهزة الحكومة ، أو القيام بمباشرة القيام بالمهام التي يتطلبها المجتمع تحت طائلة الطابع الاستشاري أو التنفيذي أو الرقابي، مباشرة أو غير مباشرة ، سياسية أو اقتصادية ، أو غيرهما.
وبناءً على ذلك تعد المشاركة السياسية من أهم أبعاد المواطنة ، وحقا من حقوق المواطنين في المشاركة في مؤسسات الدولة السياسية ؛ ومنها المشاركة في الحياة العامة التي تهدف إلى تحقيق المواطنة السياسية.
ومن المفيد ـ هنا ـ أن نشير إلى أن هذه المشاركة السياسية التي نفتقدها في الساحة كُلَّما حَانَ موعد استحقاق معين راجعٌ ـ دون شك ـ إلى افتقاد المواطن إلى الوعي بخطورة إحجامه عن الدخول إلى المعترك السياسي ، أو على الأقل الاستشعار بفكرة الاندماج والمشاركة في المجال السياسي بالقدر المتاح له . ولا يتأتى ذلك إلا بالمرور بمراحل لخصها أحد الباحثين في:
ـ مرحلة الاهتمام السياسي.
ـ مرحلة المعرفة السياسية.
ـ مرحلة التصويت السياسي.
ـ مرحلة المطالب السياسية.
أهمية المواطنة:
تكمن أهمية المواطنة في أنها:
ـ تحفظ للمواطن حقوقه ، وتفرض عليه واجبات.
ـ تضمن له المشاركة في صنع القرار.
ـ تعترف بالتنوع والتعدد عقديا وعرقيا ولغويا وسياسيا وثقافيا....
ـ تبْني نظاما سياسيا مدنيا تعدديا.
ــ تحدد منظومة القيم والسلوك.
ـ تضمن للمواطنين المساواة أمام القانون.
ـ تمكّن المواطن من الإسهام في إدارة الشأن العام من خلال عضويته في الهيئات المختلفة والجمعيات.
مقومات المواطنة وصورها:
قامت المواطنة إثر التغيرات التي حدثت على جميع الأصعدة على مقومات وصور؛ فمن المقومات نذكر:
ـ مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص:
ويكون ذلك في التعليم والعمل والجنسية و أمام القانون ، كما ورد في الدستور الجزائري ، في فصله الرابع ، في مادته 32 ،في إطار التنصيص على الحقوق والحريات (( كل المواطنين سواسية أمام القانون . ولا يمكن أن يُتذرعَ بأي تمييز يعود سببُه إلى المولد ، أو العِرْق أو الجنس، أو الرأي ، أو أي شرط أو ظرف آخر، شخصي أو اجتماعي. )).
ـ المشاركة في الحياة العامة.
ـ الولاء للوطن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
ـ حب الوطن وإبداء الشعور بالانتماء إليه.
ـ الإيمان بالوحدة الوطنية.
ـ تهذيب السلوك والأخلاق.
ـ احترام القيادة السياسية للبلاد.