المحاضرة الحادية عشرة
Résumé de section
- 
                    
المحاضرة الحادية عشرة : المواطنة والمشاركة السياسية والممارسات الانتخابية
تعدّ المشاركة -عموما- من مظاهر الحكم الراشد؛ على اعتبار أن معناها يتمثل في إعطاء حق المساهمة في صنع القرار واتخاذه للجميع دون تمييز، وكونها ترتكز على حرية التعبير وعلى توفر قدرات للمشاركة البناءة خاصة فيما يخص المشاركة السياسية التي حظيت باهتمام بكبير من طرف المفكرين في مجالات العلوم الاجتماعية والسياسية لما لها من ارتباط وثيق بمفاهيم جوهرية كالديمقراطية، والحرية، والانتخابات (المشاركة في صنع القرار )....
1.مفهوم المشاركة السياسية:
هي العملية التي يستطيع من خلالها المواطن ممارسة حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد عرفها صموئيل هنتنغتون على أنها النشااط "الذي يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير بعملية صنع القرار السياسي سواء كان هذا النشاط فرديا أم جماعيا، منظما أم عفويا، متواصلا أم متقطعا، سلميا أم عنيفا، شرعيا أم غير شرعي، فعال أم غير فعال"
وعند جلال عبد الله معوض " المشاركة السياسية في أوسع معانيها يؤدي المواطن دورا معينا في عملية صنع القرار السياسي وفي أضيقها أن يراقب تلك القرارات بالتقويم والضبط عقب صدورها من جانب الحكام"
(المواطنة والمشاركة السياسية من خلال رؤية سوسيوتربوية عاشور مكاوي/ بوجمعة عمارة)
وهي حسب نورمان ناي ( Norman nie)، و سيدني فيربا (Sidney verba) " الأنشطة المشروعة التي يقوم بها المواطنون العاديون بعرض أشخاص للحكم، وما يتخذونه من قرارات" (مبدأ المواطنة والمشاركة السياسية في الجزائر نسيم رشاشي).
وفي تعريف آخر هي "الأنشطة التي يقوم بها أفراد المجتمع بهدف التأثير في العملية السياسية، ومن مظاهر تلك المشاركة؛ التصويت، وحضور الندوات والمؤتمرات، ومطالعة الصحف وبيانات الأحزاب وبرامجها، والاتصال بالجبهات الرسمية، والانخراط في المؤسسات الوسيطة مثل الأحزاب والنقابات، والترشح للمناصب العامة، وتقلد المناصب السياسية" (مطبوعة أمينة تجاني).
· صور المشاركة السياسية: تتخذ المشاركة السياسية عدة صور وأشكال منها: المتابعة السياسية للقضايا والأحداث، العضوية في الأحزاب السياسية، والنقابات، والجمعيات، جماعات المصالح، الاعلام، الانتخاب (المشاركة في التصويت والترشيح)، الاستفتاء، المظاهرات.... وغيرها من جملة النشاطات التي تمكن المواطن من ممارسة السلطة السياسية. (مطبوعة بودرع بلقاسم/ علي أحمد عبد الله المشاركة السياسية: أشكالها.. مقوماتها.. آثارها)
: 2.علاقة الموطنة بالمشاركة السياسية
تقوم المواطنة على الحقوق والواجبات وفق مبدأ وحدة الانتماء للوطن، والمشاركة القائمة على العدل والمساواة في إطار سيادة القانون.
فإذا كانت المواطنة هي التمتع بالحقوق والواجبات فإن المشاركة السياسية هي الممارسة الفعلية لهذه الحقوق والتمتع بها من جانب، والالتزام والواجبات من جانب آخر.
: 3. الممارسة الانتخابية
الانتخاب "هو أسلوب لإسناد السلطة يقوم على اختيار يجري بوساطة التصويت او الاقتراع , ويعد الانتخاب الطريقة الأساسية لإسناد السلطة في الديمقراطية التمثيلية بل أصبح الوسيلة الوحيدة لمنح الشرعية للسلطة فالانتخاب أضحى بمثابة عقيدة الديمقراطية"
وفي تعريف آخر هو" الوسيلة التي يمارس من خلالها المواطنون سيادتهم على مؤسسات دولتهم، ويختارون بكل حرية من يمثلهم ويعبر عن إرادتهم" وهو أيضا في أبسط تعريفاته " الاختيار الحر لفرد أو مجموعة من الأفراد للقيام بأعباء تسييرالدولة و ؤسساتها و بالتالي تحمل المسؤولية في اختار القائد وينقسم الانتخاب إلى قسمين :
انتخاب سياسي : يكون باختيار الرئيس أي السلطة التنفيذية أو البرلمان أي السلطة التشريعية/ انتخاب إداري :و هو الذي يخص البلديات و الدوائر."
4.العلاقة بين الممارسة الانتخابية والمواطنة والمشاركة السياسية:
تعد المشاركة في العملية الانتخابية من أبرز مظاهر المشاركة السياسية وتجسد صورة الديمقراطية الحقيقية التي لا تعني شيئا دون ربطها بفكرة المواطنة (مقال نسيم رشاشي).
كما تمثل الانتخابات مقياسا جليا لمعرفة المشاركة الشعبية في الحياة السياسية لما تتضمنه من مشاركة الأفراد في الترشح والتصويت، وإتاحة كل السبل الممكنة لضمان أقصى حد من المشاركة، لأن الشخص المنتخب يعبر عن سلطة الشعب وإرادته العامة.