Section outline

  • تعتبر التربية الوطنية من أهم المواد في الدراسات الاجتماعية التي تسهم بصورة مباشرة في غرس قيم الانتماء والولاء والقيم الأخرى في نفوس الناشئة، كما تنبع أهمية هذه المادة من أنها تكسب المجتمع المهارات الاجتماعية التي تساعد في النهوض بالحضارات الإنسانية؛ فالحكامة تفرض على الدول تبني مبدأ الديمقراطية مثلا في التعليم بمجانيته والزامية، غير أنّ هذا النوع من التنمويات الكمية في مجال التربية التي تحققها في سياق متميز بالانفجار الديمغرافي وفي نفس الوقت، باختيار مشروع تربوي ذي صبغة ديمقراطية، قد واجهت نقائص واختلالات أثرت على نوعية التعليم الممنوح وكذا مردود المنظومات الإصلاحية في شتى مجالاتها والتحولات الناتجة على المستوى الوطني كظهور التعددات

    السياسية.

    1- الأسرة والمدرسة والمجتمع

    تعتبر المواطنة محضنا للهوية وللخصوصيات الحضارية والموروثات الثقافية، لذا يجب وضعها في المحيط الإقليمي والدولي عن طريق الانفتاح على كلّ الأوطان والاطلاع على تجارب الآخرين فالانغلاق يؤدي إلى الجمود والاضمحلال والاتزان يؤدي إلى التطور والازدهار وغاية المواطن أن يتمكن الإنسان من آليات التنمية الذاتية والانفتاح على المحيط فالمواطنة التي نريدها لا ينبغي أن نختزل في مجرد التوفر التشكيلي في بطاقات الهوية حتى يزرع في النفوس ربط الأبناء بحب أوطانهم وتأصيله في النفوس في أوقات مبكرة.

    أ - الأسرة:

    تمثل الأسرة المدرسة الأولي لصياغة شخصية المواطن، ويقع علي الأسرة المسؤولية الكبرى في تقويم السلوك فالأسرة عليها دور كبير في ترسيخ مفهوم المواطنة لدي الأبناء وتوجيههم إلي احترام الأنظمة والقوانين، لابد أن يكون الوالدين قدوة حسنة يقتدي.

    ويمكن للوالدين اتخاذ عدة وسائل لتعميق حب الوطن والمواطنة الصالحة في نفوس أبنائهم: الحديث مع الأبناء حول مقومات المواطنة.

    • تزويد مكتبة المنزل بكتب عن المواطنة.

    • أخذ الأبناء في جولات للمواقع التاريخية والتراثية والمتاحف.

    • تعريف الأبناء بالرموز الدينية والوطنية.

    ب - المدرسة:

    • بيان جملة الحقوق والواجبات التي أقرتها كل الأديان السماوية.

    • غرس احترام الآخر وقبوله في نفوس الطلاب.

    • تفعيل المواقف التعليمية لتعميق قيم المواطنة.

    • إعطاء أمثلة واقعية للطلاب تمارس أسلوب ديمقراطي في قيادة المدرسة.

    • التأكد علي دور المعلم في تنمية قيم المواطنة.

    ج - المجتمع:

    يظهر دور مؤسسات المجتمع المدني، التي تعمل في مجال المواطنة وفي مجال حقوق الإنسان مطالبة بالاهتمام بالتربية على المواطنة.

    2- مفهوم الوعي السياسي

    أ - الإدراك العقلي للتجارب والمتغيرات المحيطة:

    يصبح للفرد القدرة على تكوين موقف محدد تجاه الواقع الذي يعيشه والوعي هو عكس الغفلة والتي تعني "السلبية مع الواقع بعيداً عن استخدام العقل والمنطق في تبني المواقف".

    التعامل معنى كلمة السياسة لغويا :

    لغوياً "سياسة" مشتقة من سَاسَ ويَسُوسَ بمعني تسيير الأمور ورعاية الشؤون. بمفهوم السياسة:

    فالسياسة هي: الطريقة التي يتم تنظيم حياة الأفراد داخل مجتمع ما اعتمادا على مؤسسات مختلفة يتشكل منها جهاز الدولة.

    ج-الوعي السياسي:

    قدرة الإنسان على فهم الأوضاع والقضايا والمشاكل السياسية في البلد الذي يعيش فيه، أو على مستوى العالم. وبناء على هذا التعريف فإن الوعي السياسي يشتمل على أربعة مكونات رئيسية هي:

    • الرؤية الشاملة.

    • الإدراك الناقد.

    • الحساس بالمسئولية.

    • الرغبة في التغيير.

    د - عناصر الوعي السياسي:

    معرفة بالواقع السياسي العام لمجتمعه والعالم من حوله، والمقصود معرفة حقيقية لظروف وطبيعة ذلك الواقع (معرفة "ما هو كائن" إلمام الشخص بـ "البدائل" السياسية الممكنة والمتاحة، كأطر ،مجتمعية، وكحلول لما يعتري المجتمع من مشكلات سياسية، ينجم عنها مشكلات مختلفة معرفة منطقية لـ "ما" يجب أن يكون فهم معقول للمفاهيم والمصطلحات والتيارات السياسية الرئيسية السائدة والممكنة.

    هـ - أهمية الوعي السياسي

    الوعي السياسي يعد مطلباً لتحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة، ويعمق معاني الانتماء والولاء للوطن وتنشيط الوعي السياسي له أهمية في تنوير المواطن بحقوقه لقد ركز الفكر السياسي الإنساني على بناء الديمقراطية وأكد الفلاسفة

    عليه ونادى بـ العقد الاجتماعي) "هوبز ولوك وروسو".

    و وسائل تكوين الوعي السياسي

    1- التوجيه السياسي المباشر.

    2- الخبرة السياسية المكتسبة من المشاركة.

    3- التعلم الذاتي ومتابعة الأحداث.

    4- الخبرات في المجال العام إلي المجال السياسي.

    العوامل المؤثرة في الوعي السياسي:

    إن لنوع الثقافة السياسية السائدة أحداث كبرى يتحكم فيها مستوى التعليم، وهي ثلاثة أنواع:

    أ - ثقافة المشاركة: وتؤدي إلي تكوين اتجاهات إيجابية.

    ب-ثقافة التبعية : تؤدي إلي تكوين اتجاهات سلبية (وعي سلبي أو تابع).

    ج-محدودية الثقافة: تؤدي إلي تكوين علاقة ضعيفة (وعي محدود) وجود أحداث كبرى مثل التطورات والتغيرات الثقافية والمعارك العسكرية مما يؤدي إلي حدوث تغيير في الوعي السياسي حيث يغلب وجود وعي سياسي لدي المتعلمين عن مقارنتهم بغير المتعلمين مع وجود استثناءات وهي:

    أ. وجود زعيم سياسي بارز.

    ب. القدرات والمهارات الخاصة للأفراد.

    ي - كيفية قياس الوعي السياسي:

    توجد طرقاً عديدة لقياس الوعي السياسي من أهمها:

    الاستبيان لمواقف المقابلات وطريقة المجموعات النقاشية، بحيث يطبق علي مجموعة من الأفراد مشتملاً علي أسئلة توضيح حجم المعارف السياسية. قياس سلوك الأفراد في بعض المواقف ومنها المشاركة في الانتخابات (بكل أنواعها) وإبداء الرأي. من خلالها يتم قياس الحرص علي متابعة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها (صحافة - فضائيات - إنترنت).

    3- وسائل تنمية الوعي السياسي:

    نحتاج في حياتنا العلمية والعملية إلى معرفة الكثير عن تعقيدات الحياة السياسية ، وتشابكاتها ، وحركياتها، وتبدلاتها. ذلك أنّنا نحتاج إلى معرفة الطريقة التي يتصرف بها أولئك الأفراد الذين يحتلون مواقع التأثير ، ولماذا يتصرفون كذلك؟، ونحتاج إلى معرفة العناصر التي تجعل جماعة، أو تنظيما ، أو حزبا ما يبرز ، وينمو، ويزدهر، ثمّ ينهار ويضعف. ونحتاج إلى معرفة لماذا تتميز أنظمة بقدر كبير من الاستقرار وتتميز أخرى بقلته أو بكثرة الاضطرابات؟ من المقاربات الضرورية الإدراك أن نكون على معرفة بخلفية - على المساهمين [الشعوب] أن تقبل المشاركة في الأعمال السياسية وتسعى في ذلك في أي مرحلة من المراحل ولماذا يحجم في مراحل وظروف أخرى؟ إنّ المسائلات التي تخطر في الذهن تحتاج إلى وسائط تسهم في إزالة تعقيداتها أو على الأقل تزرع قليلا من الضوء في نفقها المظلم، هذه الوسائط هي مجموعة المناهج والافتراضات والمفاهيم والأدوات التي تتضافر فيما بينها وتقدم للباحث أو الطالب أو المحلل السياسي دليلا إرشاديا يتبعه لإدراك الظواهر السياسية المختلفة، والتعامل معها ، وسبر أغوارها. إنّها مجموعة من المسالك تتيحها هذه المناهج والاقترابات للوصول إلى الحقائق أو إزالة اللبس والغموض عن الكثير من العمليات السياسية وتفاعلاتها إنّ لغياب الوعي السياسي آثارا سلبية، منها:

    1- فقدان الرؤية الواضحة لنضوج المجتمع سياسياً وثقافياً، ويجعل قيم الحياة تنهار.

    2- عدم التعرف علي مواطن القوة والضعف.

    3- غياب الوعي السياسي يضيع الفرص علي الشعب للحاق في صفوف الدول المتقدمة ديمقراطياً

    ولذا ينبغي العمل على تنميته، وحتى نحقق النجاح في مهمة تنمية الوعي السياسي لا بد من امتلاك التالي: • القدرة على الوصول إلي الفئة المستهدفة (الناس) لإيصال الرسالة المناسبة والهادفة لبناء وعي جاد وصحيح وهذا يتطلب امتلاك الوسائل (الإعلام بأشكاله).

    • القدرة علي تقديم الإجابات المقنعة لكل ما يتعرض له الناس.

    • عملية صناعة الوعي هي عملية تفاعلية دقيقة، ويحتاجها الناس بمختلف مستوياتهم الثقافية والعملية والاجتماعية، وهي عملية متجددة.

    ومن وسائل تنمية الوعي السياسي:

    1- التدرج في توعية أفراد المجتمع وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.

    2 - تنظيم علاقة المواطن بالدولة من خلال قوانين عادلة.

    3- تعميق مبدأ الحوار في حل الخلافات السياسية.

    4- إشاعة مفهوم الأغلبية والأقلية بشكله السليم مفهوم سياسي بحت).

    5- إشاعة الثقافة والذوق العام وإبراز مفهوم الجمال.

    6- إشاعة مبدأ العدالة الاقتصادية (حل مشاكل البطالة والفقر).

    7 - اعتماد الحوار كوسيلة لتكوين الوعي السياسي بشكل عام.

    8- تكليف الأفراد بإعداد أبحاث في موضوعات سياسية مختلفة.

    9 - المشاركة في ورشة عمل لإعداد أوراق حول موضوعات سياسية مختارة تسهم في تبادل المعلومات ورفع

    مستوي التفكير وتوسيع الرؤية.