Section outline

  • إن انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية في العالم، والاتجار غير المشروع بها، أيقظ المجتمع الدولي وأجمع على التعاون ورسم الخطط لمحاربتها، وليست الجزائر بمنأى عن هذه التطورات خصوصا بعد القبض لأول مرة على المهربين والشحنات المهربة التي كانت بحوزتهم سنة 1975مـ ، ومنذ ذلك الوقت ما فتئ حجم المخدارت يلقى سوقا رائجة وطريقا معبدة تربط شرق الجزائر بغربها وشمالها بجنوبها، والذي ساعد على تفاقم الوضع وتأزم الحالة هو موقع الجزائر الجغرافي والذي يرشحها كمنطقة عبور بامتياز، وأيضا انشغال الجزائر بمحاربة الإرهاب في العشرية السوداء، مما سمح للعصابات التهريبية باستغلال الوضع وتكثيف نشاطاتها، وابتكار طرق جديدة لحركة المخدرات، لكن يقظة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات الذي أعلن رفع التحدي والتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تهدد كل الأسر الجزائرية، وبالخصوص فئة الشباب منها، ومما يُعدّ سابقة خطيرة دقّ لها ناقوس الخطر هو تهريب شتلات من الأفيون والقنب من أجل غرسها في أرض الوطن، وهذا ما يجعل الجزائر بالإضافة إلى كونها منطقة عبور، أصبحت كذلك بلدا منتجا لهذه الآفة. وفي هذا المقياس سيتم دراسة مفهوم المخدرات وأنواعها، وأهم الأسباب الدافعة إلى تعاطيها، والأضرار الناجمة عنها، وصولا إلى الوقوف عند سبل مكافحة هذه الآفة الخطيرة من خلال أدوار المؤسسات الاجتماعية المختلفة واستعراض جوانب من الجهود التشريعية الجزائرية في مجال مكافحة جرائم المخدرات.