للإستراتيجية ارتباطاً وثيقاً بالأمن، بمفهومه الشامل، نظرا لأنها تأخذ جميع الاحتمالات المستقبلية بدون أن تفصلها عن الماضي، وتحشد جميع الطاقات وتوجه جميع موارد المجتمع نحو الهدف، ومن ثم لها ارتباط وثيق أيضا بالاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي والسياسي. كما أنها تشترك مع الدراسات الأمنية في محاولة التركيز على التهديدات بكل أشكالها وتنوع أخطارها، وصولا إلى الطبيعة النفسية التي يتميز بها الإنسان من خلال احتكاكه بالطبيعة وطريقة عيشه وتعبيره عن احتياجاته على المستويين الفردي والجماعي. وهذا ما يذكر الباحث بضرورة النظر في مساعي الانسان للمحافظة على حياته وفق ما يسمى لدى الفلاسفة بغريزة البقاء وهذا ما يبرر فكرة الخوف الملازم لمختلف دورات الحياة البشرية، عبر العصور من القبيلة إلى دولة المدينة وصولا إلى الدولة القومية.
وهكذا تأتي الاستراتيجية كخطوة أساسية في مسار التحرك الدولي داخليا وخارجيا، خاصة في المسائل الأمنية والتي عرفت مجموعة من التحولات التي فرضتها التعقيدات التي طرأت على مستوى العلاقات الدولية.
