Résumé de section

  •  

    التعريف بالمقياس:

        يقصد بالأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية ذلك الأدب الذي أبدعه كتاب جزائريون قبل أثناء وبعد الثورة التحريرية، أدب استدعته ظروف خاصة عاشها الشعب الجزائري أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر، فقد طبقت فرنسا سياستها الاستعمارية منذ دخولها الجزائر وتشددت في ذلك في سنواتها القادمة، وقد عملت فرنسا على طمس مقومات الهوية الجزائرية، وباشرت حربًا شرسة على المساجد والمدارس القرآنية، وشيدت أول مدرسة للتبشير بالمسيحية، عام 1836. كما طبقت سياسة تعليمية تقوم على طمس معالم التعليم العربي وزرع الجهل بين أفراد هذا المجتمع، وبدأت الإدارة الاستعمارية بتعليم العدد الذي تحتاج إليه من أطفال الجزائر، ليخدموا مصالحها الاستعمارية في هذه البلاد، ويقوم هذا التعليم بتحويل أبناء الجزائر إلى فرنسيين، وبالتالي تنشئتهم تنشئة فرنسية وهكذا يكون لسانهم وتفكيرهم فرنسيا-غير أمّ مشروعها ذهب هباء حين وجدت من تلك الفئة من تصدى لها فاتخذ طرقا غير الذي أرادته فرنسا- فقد تخرجت من المدارس الفرنسية فئة حملت روحا جزائرية وفكرا متمردا على واقعهم ليبقى لسانها فرنسيا تعبر به عن واقع شعبها وبلدها، وهكذا جاء الأدب الجزائري في تلك المرحلة جزائري الروح واقعي الظروف فرنسي اللغة، غير أنّ هذا الأدب واجه إشكالية لا تزال حتى الحين قائمة وهي هوية وانتماء هذا الأدب هل هو أدب جزائري خالص بحكم الكاتب والمضامين بغض النظر عن لغته؟ أم أنّه فرنسي باعتبار اللغة التي كُتب بها؟  

    ومن خلال مقياس الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية نفتح الباب لتمكين الطالب من الاطلاع على مفهوم هذا الأدب وإشكالية انتماءه وهويته.