Résumé de section

  • المحاضرة السادسة نظرية الأفعال الكلامية عند سيرل

     

    لم يكن سيرلمقتنعا بما ورثه عن أستاذه أوستين من تصنيف للأفعال الكلامية ذلك أن تصنيفها كان قائما على ما تقتضيه معانيها المعجمية لا على الأفعال ذاتها,هذا ماجعله ينتقد هذا المنهج بشدّة ، موضحا أن منهج أوستين لم يكن واضح المعالم متماسكا .  مبينا أنّ:« نقطة الضعف الجوهرية في هذا التّصنيف أنّه لا يقوم على مبدأ أو مجموعة منالمبادئ المنسجمة إذا استثنينا " الوعديات  " التي استخدم فيها أوستين مبدأ واضحا هو غرضها الإنجازي كقاعدة محددة لعلاقة خطابيّة واضحة »[1]

    يمكن إعادة صياغة التعديلات التي أدخلها سيرل على تصنيف أوستين كما  يلي:

    قام بتعديل التقسيم الذي قدمه أوستين للأفعال الكلامية فجعله أربعة أقسام أبقى منها على القسمين الانجازي و التأثيري بينما قسم فعل التلفظ إلى قسمينهما:

    1-   الفعل التلفظي " النطقي " و يشمل الجوانب الصوتية و النحوية و المعجمية .

    2-  الفعل القضوي و يشمل المتحدث عنه، أو " المرجع " و المتحدث به أو الخبر ، و نص على أن الفعل القضوي لا يقع وحده بل يستخدم داما مع فعل الإنجاز في إطار كلامي مركب لأنك لا يمكن أن تنطق بفعل قضوي دون أن يكون لك مقصد من نطقه كما نص على أنّ  الفعل الإنجاز هو الوحدة الصغرى للاتصال اللغوي[2].

    3-   الفعل الانجازي : كالأمر و النهي ، و الاستفهام ....

    ويدل عل القوةالانجازية دليل يسمى دليل القوة الانجازية يبين لنا نوع الفعل الانجازي الذي يؤديه المتكلم و دليله عند سيرل نظام الجملة و النبر و التنغيم و علامات الترقيم في اللغة المكتوبة و صيغة الفعل و ما يسمى بالأفعال الأدائية 

    4-  الفعل التأثيري : يهتم النتائج و التأثيرات التي يحدها الفعل الانجازي النسبة للمخاطبين فإذا أتيت بحجة يمكن أن أقنع مخاطبي و إذا أنذرته يمكن أن أخيفه ...

    رأى سيرل أن الفعل الكلامي أوع من أن يقتصر على مراد المتكلم و لكنه مرتبط أيضا بالعرف اللغوي و الاجتماعي

    ثالثا استطاع  سيرل أن يطور تصور أوستين لشروط الملاءمة التي إذا تحققت في الفعل الكلامي كان موفقا فجعلها أربعة شروط نكتفي بذكرها مطبقة على فعل الرجاء

    1-   شرط المحتوى القضوي  : فعل في المستقبل مطلوب من المخاطب .

    2-   الشرط التمهيدي : المخاطب قادر على انجاز الفعل و المتكلم عل يقين من د المخاطب على انجاز الفعل .

    لي من الواضح عند كل من المتكلم و المخاطب أن المخاطب سينجز الفعل المطلوب في المجرى المعتاد للأحداث .

    3-   شرط الإخلاص : المتكلم يريد حقا من الخاطب أن ينجز هذا الفعل .

    4-   الشرط الأساسي : محاولة المتكلم التأثير في المخاطب لينجز الفعل .

    قامسيرلبتقديم تصنيف جديد للأفعال الكلاميّة كبديل لتصنيف أوستينالقائم على عدد من المعايير، أو الأسس بلغت اثنتي عشر معيارا ، كان أولها :

    1-  الغرض الإنجازي من الفعل اللّغوي، فالغرض أو الهدف الإنجازي للأمر مثلا ، هو محاولة التّأثير في المخاطب لفعل شيء ما ، في حين أنّ الهدف الإنجازي للوعد هو إلزام المتكلم نفسه القيام بشيء ما ، و قد أطلق مصطلح "الهدف " من    أيّ صنف من الإنجازات على   الغرضالإنجازي،و هو: «  جزء من القوة الإنجازية، و لكنه ليس مطابقا لها ، و بهذا فإن الهدف الإنجازي للطلب هو ذاته الهدف الإنجازي للأمر، كلاهما يحاول أن يجعل المرسل إليه يقوم بفعل شيء ما و لكن القوة الإنجازية تختلف عن ذلك اختلافا بينا ، و بوجه عام ، يمكن القول:إن القوة الإنجازية هي نتيجة لعدد من العناصر في حين يكون الهدف الإنجازي واحدا فقط ، و لذلك فإنني أعتقد أنه الأكثر أهمية »[3] .

    2-  اتجاه المطابقة : فاتجاه المطابقة في بعض الأفعال الانجازية من الكلمات إلى العالم كالإخباريات و هو في بعضها الآخر من العالم إلى الكلمات كالوعد و الجاء

    3-  شرط الإخلاص :يتحقق حين يكون المتكلم مخلصا في أداء الفعل، فلا يقول غير ما يعتقد، ولا يزعم إنه قادر على فعل ما لا يستطيع .

    و بناءا على هذه المعايير بنىسيرل تصنيفه للأفعال اللّغوية تضمنت خمس أصناف يحقق المرسل من خلالها غرضا ( هدف ) محددا و هي كالآتي :[4]

     -1الأفعال التّقريريّة assertives:

    و غرضهاالانجازي منها هو تقرير المرسل أنّ شيئا ما هو واقعة حقيقية،و تعهده كذلك بصدق قضية ما ; وأفعال هذا الصنف كلها تحتمل الصدق و الكذب و اتجاه المطابقة فيها من الكلمات إلى العالم و يتضمن هذا الصنف معظم أفعال الإيضاح عند  أوستين و كثيرا من أفعال الأحكام :أكد ،أقسم ، أنكر.

    -2الأفعال التوجيهيةDirectives:

    و غرضهاالانجازيتوجيه المخاطَب إلى فعل شيء ما محاولا دفعه إلى ذلك بطرق تتراوح بين اللين و  الإغراء و النّصح و الشّدةو اتجاه المطابقة فيها من العالم إلى الكلمات و شرط الإخلاص فيها يتمثل في الإرادة الصادقة  ، و المحتوىالقضوي فيها دائما فعل السامع شيئا ما في المستقبل و يدخل في هذا الصنف الاستفهام و الأمر و الرجاء و الدعوة و الإذن و النصح و التحدي و كثيرا من أفعال القرارات عند أوستين  .

    -3الأفعال الإلزاميّةcommissives:

    و غرضهاالانجازيالزام المتكلم  نفسَه بفعل شيء ما في المستقبل،  و اتجاه المطابقة فيها من العالم إلى الكلمات و شرط الإخلاص هو القصد ، و المحتوى القضوي فيها دائما هو فعل المتكلم شيئا ما في المستقبل  ،مثل :أعد ، و التزام ،و أتعهد .

    -4الأفعال التعبيرية البو حياتexpressives:

    غرضهاالانجازي التّعبير عن المشاعر و العواطف حيال الواقع تعبيرا يتوافر فيه شرط الإخلاص و ليس لهذا الصنف اتجاه مطابقة فالمتكلم لا يحاول جعل الكلمات تطابق الواقع و لا الواقع يطابق الكلمات ، كالشكر، و الحب  و التهنئة  و التعزية و الترحيب و الاعتذاروالاحترام.

    -5الأفعال التّصريحية (الإيقاعيات)Déclarative :

    و غرضهاالانجازي جعل محتوى الخطاب يطابق العالم ،و العالم يطابق الخطاب  و لا يحتاج إلى شرط الإخلاص ، و من أهم ما يميز هذا الصنف عن باقي الأصناف أنها تحدث تغييرا في الوضع القائم  من أمثلها:أعرب.قرر...

    كما ميزسيرل  بين الأفعال الإنجازية المباشرة " الحرفية " و الأفعال الإنجازية غير المباشرة " غير الحرفية" فالأفعال الإنجازية المباشرة عنده هي التي تطابق قوتها الانجازية مراد المتكلم أي أن يكون معن ما ينطقه مطابقا مطابقة حرفية لما يريد أن يقول و يتمثل في معاني الكلمات التي تكون الجملة و قواعد التأليف التي تنتظم بها الكلمات في الجملة و يستطيع المتكلم أن يصل إلى ماد المتكلم بإدراكه لهذين العنصرين

    أما الأفعال اللغوية غير المباشرة فهي التي تخالف  فيها قوتها الإنجازيةمراد المتكلم فالفعل الانجازيغير المباشر يؤدى من خلال فعل لغوي آخر و يضرب لذلك سيرل مثاله المشهور و هو قول أحدهم لمن يجالسه على مائدة الطعام " هل تناولني الملح فهذا فعل لغوي غير مباشر معناه الحرفي هو الاستفهام و هو مصدر بالدليل الانجازي "هل "لكن الاستفهام غير مراد ههنا فالمتكلم لا ينتظر إجابة بنعم أو لا من السامع بل المراد هو الطلب بلطف و تهذيب يؤدي معنى ناولني الملح

    و الأفعال الانجازية غير المباشرة عند سيرل لا تدل هيئتها التركيبية على زيادة في المعنى الإنجازي الحرفي و إنما الزيادة فيما أطلق عليه سيرل معنىالمتكلم  .

     

     



    [1]ـ مسعود صحراوي، الأفعال المتضمنة في القول، ص86.

    [2]محمود أحمد نحلة آفاق جديدة في الحث اللغوي المعاصر ص 72

    [3]ـ ينظر عبد الهادي بن ظافر الشهري ، استراتيجيات الخطاب، ص 157

    [4]ـ ينظر، محمود أحمد نحلة: آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، 78-79-80- و ينظر أيضا كولنج: الموسوعة اللغوية،  ج / 3 ، ص189.