Section outline

  • في ظل استمرار الصحافة الإستعمارية بشقيها الرسمي و الاستيطاني احتكار الساحة الإعلامية بالجزائر طوال القرن 19م و دورها الخطير الذي أدته في تدعيم الوجود الاستعماري ، و في استهدافها للهوية الوطنية ،و تصديها لكل المشاريع الفرنسية الإصلاحية القاضية بمنح حقوق المواطنة للجزائريين الأهالي،تشجعت النخبة الجزائرية المثقفة على تأسيس صحافة خاصة بها إدارة و تمويلا و هذا بعدما أدركت أهمية هذه الوسيلة في التبليغ و التأثير  و من ثمة طرح انشغالاتها  و مطالبها على الإدارة الفرنسية.

    علما أن  بعض الجزائريين المثقفين قد استفادوا من تجارب هائلة في مجال الصحافة المكتوبة شكلا و مضمونا أثناء اشتغالهم في الصحافة الإستعمارية كمترجمين و محررين،الأمر الذي ساعدهم على تأسيس صحافة خاصة بهم مع نهاية القرن 19م و مطلع القرن 20م،و عادة ما يعرف هذا النوع من الصحافة الذي عرفته الجزائر بالصحافة الأهلية الجزائرية(الإسلامية) تميزا لها عن الصحافة الإستعمارية.

     تطورت الصحافة الأهلية الجزائرية بمرور الوقت شكلا و موضوعا و اتخذت اتجاهات فكرية و سياسية مختلفة،كما تباينت مواقفها إزاء الإدارة الاستعمارية و سياستها ،و انطلاقا من ذلك تعددت أصناف هذه الصحافة  ،من إصلاحية وأخرى انتفاعية و صنف أخر مهادن للاستعمار وأخرى ذات اتجاه طرقي صوفي و أهمها الصحافة الوطنية التي كان انتقادها شديدا لسياسة فرنسا الإستعمارية و أبلت البلاء الحسن في الدفاع عن الهوية الحضارية العربية و الاسلامية للشعب الجزائري و ذلك بالتصدي لسياسة المسخ الإستعمارية.

    فمن هنا تكمن أهمية هذا المقياس((الصحافة الوطنية خلال القرن 20م))،الذي نسعى من خلاله معالجة الاشكالية الرئيسة المتحورة أساسا حول ماهية الصحافة الوطنية ،من حيث حقيقتها و العوامل الأساسية المساعدة على تأسيسها  و تطورها وأعلامها و الصعوبات التي واجهتها و دورها في المقاومة الثقافية الوطنية لسياسة فرنسا الاستعمارية خلال النصف الأول من القرن 20م

     

    الخريطة المفاهيمية للمقياس