مقدمة عامة للمقياس+ الخريطة المفاهيمية
Résumé de section
-
لم يتوقف الشعب الجزائري عن مجابهة الغزاة الفرنسيين عسكريا بعد سقوط العاصمة و استسلام الداي حسين يوم 05جويلية 1830،حيث ظل متشبثا بأسلوب المقاومة المسلحة رافضا للاحتلال و الاستسلام له،مبديا حماسا منقطع النظير في كفاحه وايمان قوي بوطنه،رغم سياسة القمع و الابادة التي كانت تواجه بها فرنسا المقاومة الوطنية .إلا أن ذلك لم يحد من انفجار الثوارات الشعبية المسلحة في وجوه اطماع المستعمرين و توسعاتهم طوال القرن 19 م و لغاية مطلع القرن 20م بالرغم من قوة العدو و الحصار الذي ضربه على الجزائر، و افتقار المقاومة للدعم اللجوستيكي اللازم لها، استطاعت أن تكبد العدو خسائر جسيمة في الارواح و العتاد الحربي و في الاموال و ظلت مصدر قلق و خوف لفرنسا الاستعمارية هذا من جهة،و من جهة أخرى مثلت المقاومة الوطنية بتجاربها دروسا حقيقية استمد منها الشعب الجزائري الشجاعة و الرغبة الجامحة للتضحية في سبيل استرجاع حريته و عزته و كرامته و تطهير أرضه من المحتلين و من ثمة استرجاع سيادته الوطنية المغتصبة.
فمن هنا تكمن أهمية هذا المقياس((المقاومة العسكرية الوطنية خلال القرن 19م)) الذي سنحاول من خلاله معالجة أبرز ثوارت الشعب الجزائري المسلحة خلال هذه الفترة ،من حيث ظروفها و دوافعها و سياسة فرنسا في مواجهتها و المواقف المختلفة منها و الانعكاسات المترتبة عنها