مقدمة عامة

   يتفق معظم الفلاسفة والعلماء يتفقون على أن العلم هو نشاط بشري يعود بنا إلى زمن جد بعيد. لكن بالمقابل، غالبا ما يقال أن تاريخه لم يعتن به بشكل لائق سوى في القرن التاسع عشر ذلك أن " فلسفة العلم قد سيطر عليها هاجس الإفتتان بالنسق العلمي في حد ذاته، واعتبار تاريخه مسألة ثانوية". بل هناك  من المفكرين من  يشكك حتى في إمكانية وضع تاريخ للعلوم ذاته. وحسب هؤلاء المفكرين، من الطبيعي أنه لم يكن هناك تاريخ للعلوم منذ قرون طويلة، وأنه كان سيكون من الجريء أو التهور، الإنطلاق في هذه المغامرة غير المؤسسة بشكل جيد، أي مغامرة كتابة تاريخ العلوم.  ولكن على الرغم من ذلك اجتهد مؤرخوا العلم ودونوا لنا تاريخا للعلم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر جورج سارطون. سنحاول من خلال المحاضرات التي نتاولها التعرف ولو قليلا عن التاريخ التي كتبه مؤرخوا العلم من خلال إبراز أهم إسهامات بعض الحضارات القديمة كالحضارة البابلية والفارسية والصينية والهندية ثم الحضارة اليونانية وبعدها الإسلامية وصولا إلأى الحضارة الحديثة أو الحضارة الأوربية .