الخاتمة
Section outline
-
نصل في ختام هذا المقياس ومن خلال المحاور الأربعة المطروحة للدراسة، إلى إن العلاقات الأوروبية المغاربية هي علاقات تضرب بجدورها في التاريخ، إذ ترجع إلى الحركة لإستعمارية في منذ 1983، وقد مرت بعد إستقلال الدول المغاربية مع بداية الستينات ونشأة الجماعة الإقتصادية الأوروبية سنة 1957، بعدة مراحل، خلال فترة الحرب أهم ما ميز هذه العلاقات أنها أنحصرت فقط في المجال الإقتصادي وفي إطار ضيق، أما بعد نهاية الحرب الباردة والإستقطاب الدولي، عرفت العلاقات الأوروبية المغاربية شكلا مغايرا تماما، لأن التحولات التي شهدتها نهاية الحرب الباردة ولدت لدى الأوروبيين شعورا باللأمن نتيجة زيادة عدم الإستقرار وحدة المشاكل في دول الجنوب، هذا التحول أدى إلى توسيع مجالات التعاون والإنتقال من مستوى التعاون الجزئي إلى الشراكة الشاملة من خلال عقد مؤتمر برشلونة سنة 1995.
كان مؤتمر برشلونة الخطوة الأولى لبناء بيئة إقليمية متكاملة في منطقة المتوسط بما فيها الدول المغاربية، بتحديد مجالات للتعاون تشمل مختلف الميادين الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والأمنية، ووضع أهداف طموحة من بينها جعل منطقة البحر الأبيض المتوسط منطقة أمن وإزدهار، مع إنشاء منطقة للتجارة الحرة بحوض البحر المتوسط، لكن بعد مرور أكثر من 25 سنة على مسار برشلونة لم تتحقق الأهدافها المرجوة منه، وذلك لوجود مجموعة من المشاكل تعاني أثرت على العلاقات الأوروبية المغاربية، منها ماهو مرتبط بتحديد مفهوم التعاون، ومنها ما يرتبط بعلاقات الدول المغارية فيما بينها، ومنها ماهو مرتبط بعلاقة دول المغرب العربي مع الإتحاد الأوربي.