Section outline

  • إن من بين المشاكل و التطلعات التي يواجهها العاملون في مجال التربية الرياضية ، هي عملية الانتقاء و التوجيه للتلاميذ ذوي المواهب الرياضية ، فكثيراً ما يتم هذا الأخير بناءاً على اعتبارات ذاتية ، لها أثرها السيئ على النتائج المستقبلية و على الشخص الممارس لها كالانقطاع عن الممارسة أو عدم الجديّة فيه ، و عليه فالانتقاء الخاطئ لا يخدم الرياضة في شيء ، بل يعتبر إهداراً للوقت و الجهد و الإمكانات المادية ، بالموازاة مع ذلك ، يعد الانتقاء و التوجيه الرياضي الجيّد و المبني على محددات موضوعية ، من أهم عوامل النجاح في الرياضة المدرسية ، لما يمكن أن يوفره من إمكانية النجاح و التفوق في نوع التخصص مستقلاً.

    لا شك ، أنّ اختيار الفرد لممارسة النشاط الرياضي المناسب له منذ الطفولة ، يعّد أمراً بالغ الأهمية ، لبلوغ المستويات العالية  ومن الصعوبة بمكان بلوغ مثل هذه المستويات ، بدون التدريب منذ الصغر ، إنّ انتقاء الطفل و توجيهه ، لم يعد متروكاً لحكم الأيام و لا لعامل الصدفة ، بل أصبحت عملية الانتقاء لها أسس علمية يمكن التوصل إليها نتيجة الجهود المضنية ، لآراء و بحوث المختصين في هذا المجال. إنّ التعرف على مدى صلاحية التلميذ ، يكون من البيانات المتحصل عليها من خلال عملية الملاحظة التربوية ، أثناء ممارسة النشاط الرياضي المنظم ، إلى جانب الفحوص الطبية و الاختبارات البدنية و المهارية التي تسمح بالتنبؤ بمستوى النشاط التخصصي ، تهدف عملية الانتقاء الرياضي عموماً إلى الاكتشاف المبكر للمواهب الرياضية ، أو المواصفات الحركية ، الانفعالية ، البيولوجية و المورفولوجية ، حتى يمكن التنبؤ بها في المستقبل على مستوى كل نشاط رياضي ، لإمكانية توجيه الطفل لنوع النشاط المناسب ، بناءا على تلك المواصفات إلى جانب ميوله و استعداداته ، أملاً في بلوغ مستوى عالي من الإنجاز الرياضي مستقبلاً.