المحاضرة الثانية
Section outline
-
المحاضرة الثانية : تعريف الخبر انواعه سماته وخصائصه
المفهوم اللغوي للخبر :
إختلف الباحثون في تحديد مفهوم الخبر من عصر لأخر ومن مجتمع للأخر، ومن وسيلة إعلامية للأخرى سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية أو حتى بين ممتهني الصحافة بأنفسهم لأن صياغة وكتابة الخبر تنطلق من خلفيات فكرية وعقائدية وقيم مجتمعية الى جانب خبرة ومعارف المكتسبة من طرف القائم بالإتصال وإهتماماته ودوره ووظيفته هي التي تحدد وتعطي للخبر معنى .
الخبر في اللغة العربية ما يأتي من أنباء عما نستخبر أو هو أن الخبر ما ينقل وما يحدث به قولا أو كتابة أو قول يحتمل الصدق أو الكذب لذاته وجاء في معجم لسان العرب لإبن منظور الخبر مأتاك من نبأ عمن تستخبر عنه والخبر النبأ ،والجمع أخبار وجمع الجمع أخابير .[1] يلاحظ على المعنى المعجمي لكل من الخبر و النبأ أنه لا فرق بينهما إطلاقا وأنهما يستعملان بمعنى واحد .[2]وجاء في تاج العروس من جواهر القاموس أن "النبأ محركة الخبر وهما مترادفان" [3]وفي القرآن الكريم ورد لفظ نبأ في أكثر من موقع ،حسب موقعها في الجملة أو القصة القرآنية. [4]
يعتبر ( روشكو) "أنه من السهل ملاحقة الخبر بدلا من تعريفه ،وهي خاصية يشترك فيها مع القيم المجردة مثل الحب و الحقيقة"[5]تتحكم في بناءه خلفية إيديولوجية وسياقات إجتماعية لاينبغي الإفلات منها وبتالي الحديث عن ماهية الخبر أمر نسبي . زادت في تباين الهوة في تحديد تعريف شامل جامع له أي- الخبر- الإتجاهات الفلسفية والنظريات السائدة من بينها النظرية الليبرالية و المسؤولية الإجتماعية و الإشتراكية كما تشتق فلسفته من الممارسة الإعلامية فليس هناك تعريفات قاطعة للأخبار وإنما هناك تقاليد و حاجات متغيرة للسوق الإستهلاكية ،ومع ذلك توجد بالقطع مبادئ يطبقها رجال الأخبار عند تقييم قصة خبرية .[6] يوجد كم هائل من التعريفات المطروحة بطريقة يصعب حصرها وسردها وتزداد الصعوبة إذا علمنا أن الكثير منها مكرر وبعبارات تماثل عدد العاملين في ميدان الصحافة.[7]
التعريف الاصطلاحي للخبر :
تعددت التعاريف و المفاهيم بخصوص وضع مفهوم موحد للخبر يقال يمكنك تحرير الخبر في حين يصعب ايجاد تعريف موحد للخبر .
يقصد به " نقل للأحداث و الوقائع من زاوية ما يراه المندوب الصحفي المتواجد بعين المكان طبقا للخط الإفتتاحي المنتهج من طرف الوسيلة الإعلامية ،تتداخل في صياغة الخبر في شكله النهائي عدة عوامل إجتماعية وتوجهات سياسية وضغوط مباشرة أو غير مباشرة ،تكون فيه الحيادية و المصداقية أمر نسبي .
بحسب (توتشمان ) فإن الخبر هو "مورد إجتماعي ، تؤدي آليات تشكيله إلى إنتاج سلسلة من القيود و المحددات التي تؤطر بدورها أشكال المعرفة، التي يمكن إنتاجها وندعوها الواقع هذه النظرية في فهم الخبر ، تتجاوز بل تنقض الصيغة المبسطة عن كونه مرآة للواقع فهي تستبدل فكرة المرآة بفكرة الإطار تلك التي عرفها ببراعة (أنتمان )، حينما أوضح أن صناعة الخبر ، هي عملية تأطير تقوم على إختيار جوانب معينة من واقع مدرك وجعل هذه الجوانب أكثر بروزا في النص الخبري .
بهذه الطريقة يوضع حدود معينة تتحكم في تعريف المشكلة وتفسيرها تفسيرا سببيا وتقويمها أخلاقيا وأيضا في تصور سبل معالجتها "[8] ويجيب (توماس باترسون ،1998) عن ذلك في كتابه الأدوار السياسية للصحفيين ، أن الأخبار عبارة عن بناء تتداخل فيه عدة عوامل من بينها الأعراف و المواثيق الصحفية مرورا بحراس البوابات والصحفيين .[9] مع التأكيد على الطابع الإنتقائي.
تتحكم في ذلك عقود المهنية والعادات و المبادئ التوجيهية في كيفية جمع الأخبار وصياغتها ،ويكمن ذلك في مجال ترتيب الأخبار والتركيز على البعض وإهمال أخرى رغم أهميتها فالقائم على الوسيلة الإعلامية يقدر أهمية الأخبار ويعطي مساحة أو حيز لظهورها . والموضوعية إذنا هي شئ نسبي يعود إلى ضمير الصحفي وما تتطلبه أخلاقيات المهنة الصحفية ، ويقصد بها عدم تغيير الخبر بالإضافات أو بالحذف ويجب أن لا يتدخل في الخبر بصورة تغيير معنى الخبر أو تجعله يعطي تفسيرا مخالفا لموضوعه، والصدقية تعني إعلام المواطنين بالأخبار الصحيحة والموضوعية تقتضي تقديم الرأي والرأي الآخر.[10]
ترتكز الموضوعية على مجموعة من المستلزمات أو الأسس الضرورية وهي :التجرد ،الإرتكاز إلى الحقائق ،موقف الإعلامي ،مصادر المعلومات ،السبق الصحفي ،حق الرد ،تصحيح الأخطاء و الإعتذار ،الصياغة و المعالجة ،تضارب المصالح ،الإستقلالية ،المسؤولية ،العدالة .[11]
يحدد ماكنير ثلاث سمات الموضوعية وهي :[12]
1- الفصل بين الحقيقة والرأي.
2- العرض المتوازن للمناقشة.
3- صحة البيانات الصحفية وشرعيتها بإسنادها إلى مصادر موثوق بها.
يوضح ماكنير ، ضرورة الفصل بين الحقيقة والرأي ليس معناه أن يتجرد الصحفي من آرائه والتعبير عنها، إنما المطلوب هنا هو التمييز الواضح بين جامع الأخبار الذي يقوم بنقل المعلومات وبين المعلقين عليها وبتالي يتعامل الصحفي مع الأحداث و الأخبار كمراقب وليس مشاركا .
انواع الخبر :
- الخبر البسيط: وهو الذي يتناول واقعة واحدة محددة في الزمان والمكان ويعتمد على مصدر واحد وبرقية واحدة . إن صياغة وكتابة الخبر البسيط سهلة إذ يكفي الإجابة على الأسئلة الست.
-
مثال :
تراجعت أسعار النفط مع ارتفاع مخزونات الخام الأميركي بأكثر من المتوقع وتسجيل الإنتاج لرقم قياسي. وانخفضت العقود الآجلة لنهاية تعاملات الأربعاء ليغلق برنت عند 81 دولارا وخام تكساس عند 76.66 دولارا.
الخبر المركب : الخبر المركب: يتناول أكثر من واقعة بشرط أن تكون تلك الوقائع مرتبطة ببعضها ، ويعتمد هذا النوع من الخبر على مصادر كثيرة ونجد فيه تعدد الأزمنة والأمكنة، ويعتمد كذلك على برقيات كثيرة حسب عدد الوقائع. - مثال:
أكدت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان -خلال فعالية اليوم الأربعاء في نيودلهي- أن حرب إسرائيل على قطاع غزة تثير المخاوف بشأن التحديات الجيوسياسية التي يواجهها الممر الاقتصادي متعدد الأطراف الذي تدعمه الولايات المتحدة وقالت سيتارامان إن "الصراع الدائر في إسرائيل وغزة دليل مقلق على التحديات الجيوسياسية التي يواجهها" الممر الاقتصادي
.وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن زعماء عالميون اتفاقا للسكك الحديدية والموانئ يربط الشرق الأوسط وجنوب آسيا مع سعي الولايات المتحدة لمنافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تؤسس لبنية تحتية عالمية، بممر اقتصادي وتجاري جديد وسيمر الممر المقترح عبر إسرائيل التي تشن حربا على قطاع غزة منذ 40 يوما...