Section outline

  • البنية التعليمية للفلسفة.

    تعليمية الفلسفة أقطابها ثلاث: متعلم وهو محورها ،ومعلم ،ومعرفة ،لذلك إذا كانت التعليمية ثابثة على مستوى مادة من مواد التعليم فإنها ليست كذلك على مستوى مادة الفلسفة لان هذه الأخيرة تتناول بالدراسة والتدريس العديد من المواد الأخرى بشكل من الأشكال وبمقاربات مختلفة. فإما بطريقة الشرح والتحليل كما تفعل مع مادة المنطق وعلم النفس او بطريقة العرض والنقد كما تفعل مع علم المناهج وفلسفة العلوم الإنسانية .
    التعليمة didactique في مرحلة التعليم الثانوي ليست نمطا متحجرا من أنماط التدريس المتفق عليها أو المتجددة… ولكنّها وإن كانت تراعى الجوانب الموضوعية كمستوى التلميذ والوسط التعليمي  وغيرها.

    تعليميّة النشاطات المعتمدة في تدريس مادة الفلسفة :
    أوّلا – الدّرس النّظريّ:
    إن عملية التواصل القائمة بين الأستاذ والتلميذ من خلال الدرس يجب تمكن من توصيل المحتوى المعرفي بالشرح والعرض والإلقاء وأخر يتبع طريقة الحوار” بنوعيه العمودي والأفقي،” والاستنتاج ويترك للتلميذ حرية توثيق ما يستنتجه من الإشكالية المطروحة.

    محتويات البرنامج متنوعة فهناك علم النفس والمنطق والميتافيزيقيا، والميتودولوجيا… فالمتأمل في هذا التنوع في البرنامج يكتشف نوعا من التوافق والتفاعل بين ما تقدمه هذه الموضوعات من محتويات وبين ما تطلبه مراحل المتعلم، من حاجة للمضمون الفكري والفلسفي، المتضمن في هذه الموضوعات فالتلميذ في حاجة إلى معرفة ذاته ومعرفة غيره، فعلم النفس وهو باب من البرنامج، يساعد في النهاية على تحقيق هذا المطلب، إذ يعرف الشخص بنفسه وغيره، وهذه المعرفة الفلسفية تساعده على التوافق مع نفسه ومع الآخرين. أي يحقق جانبا هاما من جوانب الشخصية وهو الجانب الاجتماعي والجانب النفسي.

    ثانيّا – الدّرس التّطبيقيّ ( دراسة النّصّ ) :
    إن عملية دراسة النص في مادة الفلسفة تعد نشاطا مكملا للدرس من الوجهة التعليمية… إلا أنها تحتل مكانة خاصة كوسيلة تربوية ، إذ تتجاوز وظيفتها حدود وظيفة الدرس. فالنص يضع التلميذ أمام مادة خام للتفكير، مكتوبة بخطاب فلسفي يتجاوز مستوى الخطاب العادي. وهذه المادة معروضة بكيفية تتطلب منه قراءة معينة (قراءة فلسفية). والالتزام بمنهج معين حتى يتمكن من تحليل هذه المادة الفكرية الخامة.

    إن أول شروط هذا المنهج أن يحسن الفهم وقبل ذلك يحسن الاستماع إلى غيره ، وهي مهارة حيوية في عملية التواصل يتجاوز بعدها الهدف التعليمي إلى المستوى التربوي الحضاري الراقي… فهي ليست فقط وسيلة ضرورية للدخول في مجال تصور غيره إنما احترامه مهما كان مستوى فكره واختلاف وجهة نظره .

    إنّ النص الفلسفي يتطلب منهجية خاصة في التحليل, يترك آثارا بالغة في ذهن وسلوك التلميذ،إذ يضعه أمام مواقف مبررة من مشكلات حياة الإنسان كفرد، وفي إطار جماعة ، ويطلب منه بعد التحليل المشاركة في هذه المواقف بالقبول أو الرفض وهاتان العمليتان (القبول والرفض ) أيضا مهارة يتدرب عليها بموضوعية ومنهج ومنطق ، وهو ما يتأتى له أيضا من خلال القراءة الفلسفية والتحليل الفلسفي للنصوص المتضمنة لمواقف وآراء حول إشكاليات فلسفية مطروحة .

    المقالة الفلسفيّة :
    المقالة تعكس فاعلية الأستاذ لما له من قدرة على التوجيه والتغيير، لتحقيق الأهداف، ومن خلالها الغايات، وأمثل غاية منتظرة من المقالة هي استخدام نشاط العقل العام ، كما ينبغي أن يستخدم هذا النشاط ، بمعنى أن يبتعد عن الآلية في التفكير ، والتبعية في الرأي، وبهذا يحيد عن العقم ويتبنى نهج الإنتاج والفعالية.
    في المقالة الفلسفية على وجه الخصوص يفتح الباب على مصراعيه لتوظيف هذه القدرات عمليا، وذلك عند بناء التصورات والأحكام وممارسة مختلف العمليات الذهنية العالية. وأهم هذه القدرات: القدرة على الفهم(فهم السؤال) والقدرة على التواصل (من خلال نوع الإجابة) والقدرة على التحليل والمقارنة والنقد والحكم والاستنتاج… كل هذه القدرات نجدها موظفة في صلب المقالة ، فالمقالة وسيلة للتواصل الجيد ومن خلال شكلها المنهجي ومضمونها المعرفي يقيّم التلميذ .

    من النشاطات العملية التي من المفروض أن يدرب عليها التلميذ طيلة السنة الدراسة، تكليفه بإنجاز بحوث أو على الأصح “عروض “حول أهم المحاور المتضمنة في البرنامج ليكون هذا النشاط في صورة عمل جماعي فوجيّ … إن هذا العمل لا يهدف فقط إلى التوسع في التحصيل، إنما نسعى به إلى تحقيق أهداف أخرى تساهم في استكمال الغاية، ألا وهي : بناء شخصية المتعلم.
    ومن أهم هذه الأهداف العملية والتربوية نذكر ما يأتي :
    1-
    التدريب على استخدام المصادر و استثمارها، من أجل إعداد التلميذ للمرحلة الجامعية، في حالة التحاقه بالجامعة ، أو الاستمرار في تكوين نفسه بنفسه من خلال استعمال هذه المصادر.
    2-
    تجاوز الكتاب المدرسي إلى المراجع الخارجية التي تفتح أمامه أفاقا علمية تساهم في دفع الحركة و الحيوية في حياته الثقافية عامة .
    3-
    التدريب على توظيف المعارف ومعالجتها